ليبيا تتذكر (4): حسن دهيميش.. أن تكتب غضبك ب”ساطور”
218TV.net خاص
في السادس عشر من أغسطس 2016 “يتسلل” إلى صالة تحرير قناة (218) في العاصمة الأردنية عمّان “الخبر الحزين”، يبدأ تداوله “همسا”، ثم ينهمر “دموعا من العين”.. حسن دهيميش خسر معركة المرض بعد “مقاومة عنيدة”، فالرجل قرر قبل نحو ثلاثة أشهر من وفاته خوض التحدي ومواجهته، فكل “خبث وآلام” السرطان ليست أخطر أو أقسى من أربعة عقود قذّافية تصدى لها حسن دهيميش ب”ريشة” كان لها “ثِقَلُ ساطور” على رؤوس المفسدين والمرتزقة الذين تصدى لهم “الساطور” ب”شجاعة استثنائية”.
أن تكتب تاريخك لأجيال ليبية تأتي من بعد ب”ساطور”، فأنت حتما تريد أن تحتفظ بمقعد في “التاريخ الليبي” الذي سيشهد على “الوجع الليبي” وهو يعبر محطات عدة من “الخيبات والانتصارات”، و مُتنقلا بين “الدمعة والابتسامة”، وما بين هذا وذا يطل “ساطور” دهيميش فترتعد مؤسسة الفساد، على وقع خربشات للساطور، كان فعليا يُقاوم فيها عصر الفساد ب”أنامل من نار”، في بلد الجليد والصقيع، التي عاش فيها “مُتغرّبا حزينا” عن وجه بنغازي، التي غادرها ولم يعد إليها.
بلكنة إنجليزية احترافية “عمّدتها” الغربة الاضطرارية لنحو أربعة عقود سألنا: ” Oh really” حينما أخبره زملاء أن شارعا في عمّان يحمل اسم بنغازي، ففرحته كانت تشبه فرحة طفل بلعبة باغته بها أبويه، إذ أصر أن يذهب إلى الشارع العمّاني المُكنى ببنغازي، فمن يدري ربما كان يُمنّي النفس ب”وجه” أو “بسمة” أو “إمرأة” تعبر هذا الشارع فتحيله إلى “بنغازي الحقيقية”.
رحل الساطور” وفي إرثه من “السواطير” ما يكفي لبقاء المعركة مفتوحة ضد “التضليل والظلامية والقهر والفساد”. نم بسلام يُشبهك.