ليبيا تبكي ابنها الفنان علي الوكواك
تُودّع ليبيا اليوم الفنان التشكيلي المُميز علي الوكواك، الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة فنية وصلت أصداؤها إلى خارج حدود البلد.
اشتهر ابن مدينة بنغازي بمنحوتاته الخشبية والمعدنية المُتقنة، التي تعكس الكثير من الإحساس والإنسانية، ما جعل الصحفي الإيطالي Salvatore Santangelo “سلفدوري سانتانغلو” يصفها بأنها حكاية “شعب ومعاناة”.
كرّس الوكواك موهبته خلال السنوات الأخيرة في تحويل مُخلفات الحرب التي شهدتها ليبيا، وبنغازي بشكل خاص طيلة حربها على الإرهاب، إلى أجسام تعبيرية تحمل رسائل السلام والحياة.
لم يعجز الفنان الراحل عن تحويل واقع ليبيا المُشوّه بمخالب الحرب إلى إرث فني راقٍ يعكس إصراره على أنه لا بدَّ لليبيا أن تحيا بسلام مهما ارتفع صوت أسلحة الحرب فيها.
أن تُغيّر واقعًا رديئا وقاسيا عليك وعلى وطنك، ليس بالأمر البسيط أو الهيّن، لكنّ الأمر مع علي كان مُختلفُا ومُختلطا بالتعب وغصّات القلب، لأنه قالها ذاتها يوم، بأنه “ليس أمامنا إلا معالجة الصدأ فنيًا وسنواصل الحياة وسط كل الدمار وغياب من كانوا يوما معنا”.
رحل الوكواك تاركاً أفكاره المُزهرة حول وطنه الذي جسّده في مُجسّمات من خردة الحروب، وغيّرها فيما بعد إلى دعوات وكلمات لن تغيب في تاريخ ليبيا الحافل بمن كانوا أهلا لها ومعها في كل الظروف.