ليبيا بين فكي (أبناء العمومة!)
عبدالوهاب قرينقو
لا يزال الصراع الإيطالي الفرنسي على الملف الليبي محتدماً وإن بدا بعض تلطيف الأجواء عبر تصريحات إيطالية بدأت تطفو خلال المحافل الأوروبية .
مع انحسار السباق الإقليمي الشرق أوسطي على المسألة الليبية وتبني حلها، اختزل الاتحاد الأوربي حراكه باستفراد عضويه البارزين فرنسا وإيطاليا وسرعان ما تحولا إلى مُتصارِعيّْن كُلٌ في نهجٍ يسير.
من التلاسن إلى استقطاب الأطراف وتبادل التهم -سيما بعد الاختلاف على إجراء الانتخابات الليبية الرئاسية والبرلمانية نهاية العام الجاري – ظهر مؤشر للتلطيف في الخطاب الإيطالي أدارتهُ وزيرة الدفاع إليزابيتا ترينتا التي دعت إلى تعاون بين روما وباريس لحل الأزمة الليبية.
وسائل الإعلام الإيطالية تناقلت عن ترينتا قولها: (مع فرنسا، نحن أصدقاء وأبناء عمومة ومنافسون ومتعاونون في ذات الوقت).
. . . و ما لبثت الوزيرة أن استدركت تلطفها لتستأنف الخطاب اليميني المتشدد ذو اللغة المتخشبة، بقولها: (ينبغي الحوار مع فرنسا، ولكن عليها أن تحترمنا)، مُذكرةً بما حدث في ليبيا سنة 2011 محملةً فرنسا ساركوزي المسؤولية.
ترينتا خلصت إلى ضرورة الاتفاق مع فرنسا بشأن ليبيا بقولها: (نحن ندافع عن صناعتنا الوطنية وهم يدافعون عن صناعتهم هناك أوقات تصطدم حتما فيها المصالح).
. . . بين حمامات ساخنة وأخرى باردة تتمدد وتنكمش علاقات الجارتين فرنسا وإيطاليا وبين مدٍّ وجزر تتحرك الأمواج الأوروبية فيما السياسي الليبي في غديره الراكد لا يجيد إلا استقبال الوفود وانتظار من يحرك ومن يأمر ومن يرعى مصالحه فيما أهل ليبيا ومصالحهم خارج حسابات السيد والراعي على حد سواء .. وتستمر المهزلة.