ليبيا بين “برق الأوديسا” و “عاصفة السوخوي”.. تأهب إيطالي فرنسي
218TV.net خاص
تعيش ليبيا أسوأ ظروفها السياسية منذ عقود، إذ تظهر بوضوح ملامح انهيار الدولة، التي صممها العقيد على هيئة خيمة في باب العزيزية، سرعان ما انهارت مع تقدم الثوار إلى العاصمة طرابلس، إذ انهار “كل شيء” تقريبا، باستثناء “إرادة الليبيين” التي ظلت حاضرة في أشد مفاصل الأزمة الليبية سوءاً، لكن على الساحة الليبية تظهر “مواجهة إقليمية” من نوع خاص دشنتها على نحو صامت أكبر قوتين عظمتين، إذ فتحت الولايات المتحدة الأميركية جهنم “برق الأوديسا” على رأس “داعش سرت”، فيما ظهرت “بصمات روسية” في الشرق الليبي من دون “تظهيرها”.
عبر “تشبيك” مع الشرق حيث الثِقل السياسي المُتمثل بمجلس النواب، والعسكري المُتمثل بنطاق عمليات الجيش الوطني يحلو لأوساط دولية مُواكِبة للمشهد الدولي الاعتقاد أن روسيا قريبة جدا من “جرعة تدخل مكثفة” في الملف الليبي، فيما يُعزّز هذا الاعتقاد بمعطيات عسكرية دولية تقول إن موسكو حال نفض يدها من الملف السوري الذي اقتحمته ب”عاصفة السوخوي” يمكن أن تدير نظرها صوب ملف الأزمة الليبية الذي تتنازعه حاليا “تعقيدات إقليمية”.
تمارس الولايات المتحدة الأميركية على “أضيق نطاق” مساندة سياسية ودبلوماسية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وسط قناعة ليبية أن “رئاسي الوفاق” لا يُحْسِن إدارة هذه المساندة، فيما تُدير الولايات المتحدة “عملية تفهم” متكاملة الأركان ل”دور ومنجز” الجيش الوطني في الشرق، فيما تبحث دوائر أميركية في جدوى الاستمرار ب”إدارة الظهر” للمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، الذي أصبح “رُكنا أساسيا” في “المعادلة الليبية”.
الساحة الليبية “المُتشظّية”، والمفتوحة على “احتمالات صعبة” لا تقتصر على اللاعبين “الأميركي والروسي” بل يتعدى ذلك إلى لاعبين إقليميين كُثُر، إذ بات واضحا تأهب “الطليان” في استعادة مجال “نفوذ حيوي” يستند إلى استعمار قديم، فيما لا تزال “ماكلة ومصطلحات” الطليان مستوطنة في البيئة الليبية، حيث المؤشرات الإيطالية حاضرة في الملف الليبي.
وفي خلفية الصورة يظهر اللاعب الفرنسي الذي يريد توسيع نطاق نفوذه في القارة السمراء نحو ليبيا، إذ لم يكن لقاء فايز السراج وحفتر في فرنسا الأسبوع الماضي “مصادفة” بل جزء من تحضير فرنسي للحفاظ على حصة معقولة من “البيستري الليبية”.