ليبيا .. العلم التركي يرفرف فوق مؤسسة ليبية
عقب تدخل تركيا في الشؤون الليبية، وإعلانها الوقوف في مواجهة الجيش الوطني في معركة طرابلس، وإرسال المرتزقة إلى ليبيا، كان لافتا ظهور العلم التركي فوق عدد من المنشآت الحكومية في مدينة مصراتة التي تنتشر فيها قوات الوفاق الموالية لأنقرة.
مع انطلاقِ ثوراتِ الربيع العربي مطلعَ 2011 لجأ الثوارُ في بعض البلدانِ، خاصَّة في ليبيا، إلى استحضارِ علمِ الاستقلال ليكون بديلا عن العلم الذي ارتبطَ لعقودٍ بالدكتاتورية التي حَكمتهُ، واحتفى الشعبُ بالعلمِ الجديد رمزاً لعهدٍ جديد واستقلالٍ ثان، غيرَ أنَّ رياحَ التغيير أتت بما لم تشتهِ سفنُ الشعبِ، وبدأت الانشقاقاتُ تنخرُ جسدَ الثورة، لتنقسمَ الولاءاتُ كلٌّ إلى الجهةِ الداعمة.
راياتٌ عدة بدأت ترفرفُ في سماء ليبيا، ورفع المتظاهرون في مدنٍ عدَّة أعلامَ الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا وعلمَ حلفِ شمال الأطلسي من بابِ العرفانِ بدور ِهذه الدولِ في دعم الثورة، ثم بدأَت أعلامُ التنظيماتِ الإرهابية، خاصة داعش، ترتفعُ في عدد من المدن التي سيطر عليها الإرهابيون لفترة من الزمن، قبل أن يحرّرها الجيشُ الوطني من رجسِ الإرهاب، ويرفعَ العلمَ الليبيي الجديد رمزا للاستقلال والتحرر.
الرئيسُ التركي أردوغان لجأ إلى استغلالِ بعض الانقسامات بين مكوِّنات الشعبِ الليبي بهدفِ إثارةِ الفوضى وإيجاد موطأِ قدمٍ في الأرض الليبية، خدمةً لمصالحِ بلاده فيها وتحقيق مطامِعَه الاقتصادية، وحاولَ استقطابَ بعضِ الأطراف من خلالِ دعمهم لوجستيا عبر إرسالِ السلاحِ والمرتزقَة من أجلِ قلبِ التوازناتِ في أرضِ المعركة، واللعبِ على وترِ الولاء الديني والقومي.
كما عملَ أردوغان على إيجادِ تحالُف بينَ المتطرِّفين من جماعةِ الإخوان المسلمين وبقيةِ التنظيمات الإرهابية، وضغطَ لمنحِ بعضِهم المناصبَ والأموال بعد أن سيطرَ على القرارِ لدى حكومةِ الوفاق.. وكان اللافت في الأيام الماضية رؤية العلمَ التركي مُرفرفا فوقَ عدد من المباني الحكوميَّة في مدينة مصراتة، دلالة على استعمارٍ جديد أبعَد ما يريدُه استقلالَ الشعب الليبي.