لوبيتيغي.. الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك
سنتان كبيستان عاشها المدرب الإسباني جوليان لوبيتيغي بعد محطات لم يكتب لها النجاح في المنتخب الإسباني الذي خرج منه من الباب الضيق رغم قيادته له للتأهل إلى كأس العالم صيف 2018 وأيضا مع ريال مدريد عندما أقاله الرئيس فلورنتينو بيريز الذي حمله مسؤولية فشل المرحلة الانتقالية التي عاشها الفريق الملكي في موسم 2018 – 2019.
رد الاعتبار للوبتيغي لم يكن من خلال التصريحات الصحفية بل كان داخل الملعب. صبر كثيرا وتحمّل الإخفاقات المتتالية فعاد ليكون قويا.
إقصاء الاتحاد الإسباني
قبل بدء المونديال بيومين فقط أعلن الاتحاد الإسباني عن قرار صادم ومفاجئ بإقالة المدرب جوليان لوبيتيغي بعد أن اعتبر مجلس إدارة الاتحاد الإسباني اتفاق المدرب مع ريال مدريد لقيادته لمدة ثلاث سنوات تعديا على بروتوكول العمل لديهم.
وكلف هذا القرار المفاجئ المنتخب الإسباني الخروج من نهائيات المونديال في الدور 16 أمام روسيا. وانتقل لوبيتيغي لاستلام مهمة ريال مدريد سعيا لأن تكون محطته الجديدة فرصة لتعويض ما فاته في المونديال.
خماسية الكلاسيكو
لم تكن بداية جوليان لوبيتيغي مع ريال مدريد بالشكل الذي يريد وفقد مباراته في السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد وبعد تحسن النتائج لفترة ليست بالطويلة تكبد ريال مدريد أربعة هزائم متتالية كان آخرها الخسارة أمام برشلونة في الكلاسيكو وهذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ليصدر مدريد بيانا أعلن من خلاله إقالته من منصبه وتحميله ما حدث من فشل للفريق.
بعض الأصوات في تلك المرحلة نادت ببقائه لأنه ببساطة لا يتحمل العديد من الإخفاقات في تلك المرحلة حيث لم يقم ريال مدريد بشراء لاعبين في ذلك الميركاتو على الرغم من بيعه لكريستيانو رونالدو مقابل 100 مليون يورو ليوفنتوس.
عملية سلخ لوبيتيغي في تلك المرحلة لم تتوقف عند ذلك الحد، إذ وصفته صحيفة ماركا الإسبانية بأنه أسوأ مدرب مر على ريال مدريد منذ 18 عاما بعد مدرب الريال السابق جون توشاك في موسم 1999- 2000.
إشبيلية .. الفرصة الأخيرة
بعد فترات من التخبط والتحطيم المستمر بفقدان فرصة قيادة منتخب إسبانيا بالمونديال والحفاظ على ريال مدريد في القمة أصبح لوبتيغي مدربا منبوذا في إسبانيا وارتبط إسمه بفشل ذريع، ومن ثم جاءت فرصة إشبيلية بعدما تعاقد معه النادي الأندلسي في يونيو من العام 2019 بعقد يمتد لـ3 أعوام.
كان إشبيلية قد أنهى موسمه في المركز السادس وابتعد عن التأهل لدوري الأبطال والمنافسة على البطولة التي يحبها بالتخصص “اليوربا ليغ” اجتمع جرح الفريق الأندلسي مع جرح المدرب الإسباني وكان الهدف واحدا وهو النجاح المرتقب.
مرت الأيام والأشهر وأنهى إشبيلية موسمه في المركز الثالث برصيد 70 نقطة وضمن بطاقة التأهل لدوري الأبطال. النجاحات لم تتوقف عند هذا الحدث حيث تمكن الفريق من الفوز بلقب الدوري الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بفوزه بالمباراة النهائية على الإنتر بـ3-2.
أرقام إشبيلية لفتت انتباه الجميع حيث لم يتعرض الفريق للخسارة في آخر 21 مباراة بمختلف المسابقات وتوهج عدد كبير من اللاعبين تحت قيادة المدرب المحطم الذي نفض الركام ولم يستسلم لشعور الهزيمة.
دموع الانتصار
لا تستغربوا الدموع التي ذرفها لوبيتيغي. كانت دموع الانتصار لخيبات أمل توالت عليه طوال الفترات الماضية. التحدي لإعادة إشبيلية للانتصارات كان أمرا صعبا على جوليان فعندما استلم الفريق تخلى النادي عن حوالي 15 لاعبا واستقطب إلى صفوفه عددا مماثلا كان العمل صعبا في مرحلة أصعب بخلق تجانس بين هذه الأسماء والتتويج بالألقاب.
في كرة القدم أحيانا يتعاطف مشجعوها مع فريق لأجل مدربه وهذا سر من الأسرار التي جعلت الجميع يفرح لفرح لوبيتيغي في ليلة القبض على الإنتر في نهائي الدوري الأوروبي.