لنشر السلام.. جرافيتي ضخم على أسطح بنايات شارع سوريا في طرابلس لبنان
في مدينة طرابلس بشمال لبنان ينشغل ثلاثة شبان بطلاء سطح بنايات باللون الأخضر، ونتيجة ذلك الطلاء يمكن أن تبدو للناظر أي شيء إلا الجرافيتي، اللهم إلا إذا شاهده من أعلى كثيرا، من السماء.
فقد أكمل فريق أشكمان اللبناني لفن الشارع، رسم كتلة ضخمة من الجرافيتي لتُقرأ بحروف كلمة (سلام) باللغة العربية على أعلى بنايات في منطقتي باب التبانة وجبل محسن المتحاربتين سابقا بمدينة طرابلس في شمال لبنان.
وأسس فريق أشكمان الشقيقان عمر ومحمد قباني، وهما متخصصان في تركيبات الخطوط العربية على الجدران والتي يُعتد بها بشكل رئيسي في بيروت لكنها بدأت تخرج حاليا من العاصمة اللبنانية لمناطق أخرى.
وقال عمر قباني لتلفزيون رويترز إن المقصود من العمل على أسطح البنايات هو نشر فكرة السلام الدائم بين المنطقتين اللتين تعرض مئات الأشخاص من سكانهما للقتل أو أصيبوا بعاهات دائمة خلال اشتباكات استمرت سنوات.
وامتدت لوحة الجرافيتي بطول 1.5 كيلومتر في المنطقتين معا لتشمل أسطح 85 بناية.
وقال فنان الجرافيتي عمر قباني “شفنا الفكرة كتير بتركب هون، خاصة بين جبل محسن والتبانة، منطقة كان فيها كتير نزاعات. من سنتين أو تلات سنين لورا، وعم ندهن كلمة سلام على تقريباً 85 سطح بناية. تقريباً كيلو متر ونصف بالطول، والكلمة حتنشاف من الفضاء، من السما يعني”.
وأراد الشقيقان من هذا العمل إظهار جانب آخر من مدينة طرابلس وإعطاءه منظورا آخر وكيف يراه الناس بعد انتهاء الأعمال العدائية بين سكان المنطقتين.
وأضاف عمر قباني “يعني كلمة سلام اللي عم نرسمها هون، الرسالة من ورا كلمة سلام لتغير نظرة العالم لها المنطقة بطرابلس. لحتى العالم ييجوا يعرفوا إنه فيه سلام، ما فيه حرب، ما فيه تقنيص (استهداف بالرصاص)، ما في أي شي. هدا هدفنا من كل الفن الشارع تبعنا. إنه نغير نظرة العالم لأي موضوع معين، لأي منطقة معينة. وبنفس الوقت عم نجمل بالمنطقة”.
وأثناء تنفيذ مشروع الجرافيتي شارك كثيرون من أهل المنطقتين في تنفيذ العمل، بمساعدة جمعية مارش، وشاركوا في رسم الجرافيتي على الأسطح تعبيرا عن دعمهم للمبادرة.
وقال رجل من سكان طرابلس شارك في رسم كلمة سلام ويدعى محمد حشمي “ما فيه أحلى من السلام بالمنطقة، أحلى شي السلام بالمنطقة. وهدا الشي اللي عم نعمله نحن عم نخفف ع العالم وعم نخفف ضرر بيوت العالم”.
ويقع مشروع الجرافيتي هذا في (شارع سوريا) وهو منطقة لها أهمية رمزية خاصة حيث كان يمثل، على مدى فترة طويلة، خط الجبهة في الاشتباكات بين المنطقتين الجارتين في طرابلس لبنان.
عن: (رويترز)