لماذا يُقاتِل أردوغان من أجل الفوز بـ “بلدية إسطنبول”؟
218TV|خاص
في شهر مارس من العام 2019 ستندلع معركة من نوع خاص في تركيا بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصيا يُحضّر لها، ويعقد من أجلها سلسلة اجتماعات رسمية، بعضها سري ومكتوم عن وسائل الإعلام التركية، إذ يريد أردوغان أن يستمر احتفاظ حزب العدالة والتنمية برئاسة بلدية إسطنبول، ففي سبيل هذا الهدف الذي لا يبدو حتى الآن “صعب المنال” فقد قرر حزب أردوغان ترشيح علي بن يلدريم رئيس البرلمان الحالي لرئاسة البلدية، التي تمثل أهمية كبرى لحزب العدالة والتنمية، ولأردوغان نفسه، علما أن يلدريم يعتبر “الخادم المطيع” لأردوغان، وهو آخر رئيس حكومة في تركيا قبل إلغاء المنصب، والتحول إلى النظام الرئاسي المطلق.
تُمثّل إسطنبول وهي ثاني أكبر مدينة في تركيا بعد العاصمة أنقرة، أهمية خاصة لدى أردوغان، ويقطنها نحو 15 مليون نسمة، فيما يقصدها ملايين السياح من حول العالم، وأصبحت في العقدين الماضيين “عاصمة سياحية واقتصادية”، ومنها بدأت نجاحات حزب العدالة والتنمية، ومنها انطلق أردوغان إلى عالم السياسة، فالحزب لا يريد أن تفلت من يده مدينة عالمية مهمة مثل إسطنبول، فقد سبق لأردوغان أن قال في اجتماع حزب لم تكن وقائعه مخصصة للنشر: “إن خسارة إسطنبول تعني خسارة كل تركيا، فيما لا تُوجَد أي مؤشرات حتى لحظة كتابة هذا التقرير تشير إلى أن أردوغان في طريقه لخسارة إسطنبول، لكن أردوغان يخشى من المفاجآت غير المحسوبة خصوصا أن حركات احتجاجية خجولة، وذات طابع اقتصادي بدأت تظهر في المدينة، ولذلك تقول أوساط تركية إن أردوغان بدأ “التحضير والحشد” لمعركة إسطنبول مبكرا.
وفي اختيار أردوغان بن علي يلدريم لرئاسة بلدية إسطنبول “أكثر من رسالة”، فيلدريم له نجاحات عدة منذ أن اختاره أردوغان قبل سنوات عدة وزيرا للنقل في إحدى حكوماته، قبل أن يعينه رئيسا للحكومة، ثم رئيسا للبرلمان، فيلدريم ليس صداميا، ويعتبر “مُنفّذ جيد” لسياسات وتوجهات أردوغان، وعدا عن ذلك فهو يريد “شخصية معروفة وخبيرة” لتكون على رأس بلدية إسطنبول، وهناك مغزى آخر وهو أن يلدريم من أصول كردية، وهنا يخطط أردوغان لمغازلة أكراد تركيا لاستمالتهم للتصويت في الانتخابات المقبلة لصالح يلدريم.