لماذا تبدأ الأوبئة بالانتشار في الصين؟
منذ ثلاثة أسابيع حذرت الحكومة الصينية، منظمة الصحة العالمية، من تفشي حالات التهاب رئوي غير عادية، في مدينة ووهان الصينية، وبعد ذلك تم اكتشاف فيروس أٌطلِق عليه اسم كورونا ينتقل من الحيوانات إلى البشر، أصاب المئات في المدينة، وانتقل إلى مدن أخرى وبلدان أخرى بعد ذلك منها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
ويسعى العلماء ومسؤولو الصحة في الصين وخارجها إلى معرفة المزيد عن الفيروس لمحاولة إيقافه وعدم تفشيه حول العالم بشكل أكبر وكي لا يصبح وباءً عامًا.
ويرتبطُ دائماً تفشي الأوبئة بالصين، حيث كثيراً ما تنطلق الأمراض المُعدية الفيروسية من هناك، ففي بداية الألفية الجديدة وتحديدًا في 2003 ظهر فيروس آخر وبدأ من الصين أيضًا، وكان يطلق عليه فيروس “سارس” أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، لكن لماذا تبدأ الأوبئة والأمراض المعدية من الصين مؤخرًا؟
ويقول الطبيب شوبها برور المتخصص في علم الفيروسات إنه لا توجد إجابات واضحة لهذا التساؤل حتى الآن.
ويقول إن كل الأمراض التي ظهرت في الصين ارتبطت بأسواق الحيوانات الحية فيها، مثل السارس وإنفلونزا الطيور ومؤخرًا كورونا.
ويُرجع الطبيب هذه الفيروسات، إلى التفاعل غير الآمن بين الحيوان والإنسان، وهذا ما يقف بشكل كبير خلف انتشارها.
ويعتقد الطبيب برور، أن كل هذه الفيروسات تنتقل بشكل مباشر من الحيوان إلى الإنسان وذلك بسبب التفاعل الكبير بين الحيوانات والإنسان في الصين، ومن ثم تبدأ هذه الفيروسات بالانتقال بين البشر أنفسهم.
ويؤكد الطبيب أن الكثافة السكانية الضخمة في الصين حيث يبلغ عدد سكانها حاليًا أكثر من مليار ونصف، تساهم بشكل كبير في انتقال هذه الفيروسات بسهولة، لكن ذلك ليس بالسبب الكافي والوحيد، فالهند أيضاً تعاني كثافةً سكانيةً عالية.
كما تُعد الصين مركزاً تجارياً ضخماً ويتنقل عبرها ملايين البشر خلال فترة وجيزة.
لكن لا يُمكن اعتبار ذلك سببا لانتشار الأوبئة في الصين، فهناك أمراض انتشرت من خارج الصين مثل الإنفلونزا الإسبانية في أوروبا، وإنفلونزا الخنازير في المكسيك، وإيبولا في أفريقيا.
وتحاول الصين التصدي للفيروس وتمنع انتشاره، فقد أمرت الحكومة ببناء مستشفيات في غضون أسبوع يتم تخصيصها للتعامل مع الحالات المصابة بالفيروس الجديد.