لغز المهاجرين وبربوغاندا الوفاق
عبدالوهاب قرينقو
مَن قصف نقطة احتجاز المهاجرين غير القانونيين المتاخم لمعسكر الضمان التابع للمجموعات المسلحة في تاجوراء-الضاحية الشرقية في طرابلس-؟ .. أو مَن نقل المهاجرين جوار معسكر به أسلحة وذخائر؟ .. تساؤلات هي حديث الساعة في راهن الحرب الدائرة بين الجيش الوطني وقوات الوفاق التي قوامها مدنيون يحملون السلاح خارج القانون.
فيديوهات القصف تظهر بشكل واضح أن الضربة استهدفت أسلحة وذخائر بالانفجارات ظلت لساعة ويزيد دون توقف ولايستبعد أن عصابات تابعة للوفاق دخلت المكان المجاور لتصفية المهاجرين .. احتمالات لا تستبعد إزاء من قتل جرحى وأسرى ليس ببعيد في مستشفى غريان.
كائن من كان، مَن قصف المكان وأسفر القصف عن مقتل مايناهز الأربعين مهاجراً بريئاً .. سلاح الجو الليبي أو طيران مجهول كما جرت العادة في السابق، يُلاحظ على الفور هبة المحتجين من الصيادين في المياه العكرة وسحرة الألاعيب الإعلامية وسرعة وتهاطل الإدانات الواردة من رئاسي الوفاق ومَن دار في فلكه -من لصوص وقتلة- لوضع كرة الاتهام في سلة الطرف الآخر واستغلالها سياسياً لإيقاف الخصم كما يسعى الرئاسي، أو لإلحاق الضرر والتشويه كما تسعى التشكيلات المسلحة المساندة لحكام بوستة ولاتريد إيقاف الحرب في غمرة انتشائها بنصر مشوب بتصفية جرحى في غريان بدم بارد وسط صمت العالم لأنهم ليبيون قتلوا ليبيين وإن غيلةً وليسوا أجانب مهاجرين أجانب يمثلون الشغل الشاغل لقوى دولية تستخدمهم كورقة متعددة الأغراض.. ذلك الحادث الذي لايختلف عاقلان اثنان بشأنه في ليبيا أن الجيش الوطني ليس في باب اقتراف خطأ قصف مهاجرين يفتح عليه مشكلة دولية في غنى عنها، فيما يسعى لحشد تأييد دولي لإدانة ماحدث في غريان.
الجيش الوطني يتجه الآن إلى تحميل المسؤولية لطرف الوفاق وعصاباته في تعمده أو إهماله بالزج بالمهاجرين كدروع بشرية أو عدم تحمله مسؤولية حمايتهم وإبعادهم عن معسكراته المستهدفة من الطيران الحربي للجيش الوطني بالضرورة كونها مخابئ لذخائر الجماعات المسلحة ونقاط انطلاق لضرب الجيش الداخل إلى عاصمة البلاد لتأمينها وتخليصها من المسلحين خارج القانون وإسكات ذريعتهم الواهية بحماية ثورة لم يسعوا إليها وديموقراطية لاعلاقة لهم بها بل هم حماة وضع لاعلاقة له بديموقراطية ولاحرية ولا ازدهار بلاد.