لاكروا: صراع النفط أضاع حلم الانتخابات
قالت صحيفة “لا كروا” الفرنسية إن الوعد بالانتخابات في نهاية العام، والذي أراد إيمانويل ماكرون أن ينتزعه من الأطراف الليبية المتناحرة في ليبيا يوم 29 مايو، يبدو أكثر استحالة من أي وقت مضى.
ولم يقتصر الأمر على القائد العام للجيش الوطني، المُشير خليفة حفتر، وقواته في السيطرة على جميع منشآت الهلال النفطي، رداً على الهجوم من ميليشيا إبراهيم الجضران في 14 يونيو. لكن المُشير أعلن أيضاً أنه يعهد بمسؤولية المنشآت إلى شركة نفطية تم إنشاؤها في الشرق، تحت سيطرة السلطات الموازية في طبرق وقد انخفض الإنتاج إلى 450.000 مليون برميل يوميا بسبب الصراع الذي دار في الأيام الأخيرة.
وقد دعت المؤسسة الوطنية للنفط وحكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة، الأمم المتحدة إلى المساعدة في منع أي مبيعات نفطية غير مشروعة. حيث تملك المؤسسة الحقوق الحصرية في إدارة النفط وصادراته، والبنك المركزي في طرابلس هو الوحيد الذي يملك سلطة إدارة عائدات الدولار.
ماذا ستكون نتيجة هذا المواجهة؟ لا شك أن الرغبة في السيطرة على النفط ليست جديدة، فقد بذلت عدة محاولات في في 2014 و 2016 و 2017. وكان حفتر نفسه يطمح دائمًا إلى السيطرة على منشآت النفط. وعارض حتى الآن بيع النفط غير القانوني، وكان حريصاً على الاحتفاظ بشركة النفط الوطنية القانونية والبنك المركزي.
في مارس عام 2014، أرسل الرئيس أوباما قوات البحرية الأميركية الخاصة لمنع ناقلة من بيع شحنتها لصالح برقة خلافا للقانون. ويقول جليل حرشاوي: “في وقت مضى كانت فيه الولايات المتحدة تبدي اهتماما كبيرا في ليبيا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أكثر انقساما”. لكن ماذا سيكون موقف روسيا التي لا تخفي تعاطفها مع الرجل القوي في شرق ليبيا؟ وحتى فرنسا، التي لها تاريخ طويل مع الصراع والدعم الرسمي لحكومة الوفاق، والدعم غير الرسمي لـ “حفتر” في الشرق؟.
“يحظى القائد العام للجيش الوطني بحظ جيد حيث يقول إنه يحارب الإرهابيين لحماية البلاد وهكذا تتطور الأمور من أزمة إلى أزمة أمنية على أمل تقديم نفسه كملاذ وحيد لأزمات البلاد”، في الوقت الحالي، إذا لم تتمكن عملية “الكرامة” العسكرية منذ إطلاقها في مايو 2014 ، فقد ساهمت إلى حد كبير في بلورة الانقسامات. لكن معركة النفط الآن تعد بأن تكون حاسمة، وبالتالي السيطرة على دخل ليبيا.