لا دخل عادل في ليبيا.. “الغلاء الفاحش” ينتصر
218TV| خاص
تستمر الحكومات والمؤسسات الليبية “المُنْقسِمة” في ليبيا بصرف مرتبات ضئيلة تتخذ شكل “قطرات سيولة” في المصارف حول المدن الليبية على فترات مُتباعِدة، فيما يستمر غول “الغلاء الفاحش” بالتجول في الأسواق ليبتلع أي سيولة أو مدخرات، فيما لا يزال الراتب على حاله لم يتغير ولم يزد دينارا واحدا، وهو أمر من شأنه أن يُعمّق الأزمة الاقتصادية في ظل موجة من “انعدام الضمير” باتت تهمين على جزء كبير من التُجّار الليبيين، علما أن هذا الخلل الاقتصادي العميق يقع في ظل غياب تام من قِبَل الدولة ومؤسساتها “المُسْتقْطبة” شرقاً وغرباً.
تقول أوساط شعبية إن زيادة دخل الليبيين ورفع مرتباتهم وهو إجراء مستحيل تقنياً بسبب الانقسام السياسي، والصراعات المريرة التي تشهدها ليبيا منذ سنوات، فإن هذا الرفع على افتراض حصوله لن يفي بالغرض أبدا، فثمة “وحش جائع” ينتظر هذه الزيادة لالتهامها على نحو فوري، فالغلاء تحول إلى “جشع واحتكار”، إضافة إلى “تحكم نادر” بسعر السلع والبضائع، رغم أن المواطنين يعرفون أسعار السلع منذ سنوات، ويثقون أن الزيادات الهائلة في أسعارها ليست إلا “جشع وطمع”، وسعي ل”الإثراء السريع” على حساب جيوب المواطنين الفارغة أساسا، فالدنانير القليلة التي تُوزع كسيولة نقدية لم تعد تفي بالغرض أبدا.
لا دخل عادل، هذا ما يمكن الاتفاق عليه بين الليبيين، لأن أي زيادة سيقابلها ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، ونادرة، إذ يريد الليبيون أن تتدخل مؤسسات الدولة لمراقبة الأسعار، أو وضع تسعيرة يمكن تعديلها شهريا تضمن حقوق التُجار والمستهلكين، وسط تحذيرات بأن الوضع المُشوّه الحالي سيخلق عاجلا أم آجلا دوامات من الخلل المجتمعي اقتصادياً وسياسياً وحتى أمنياً، علما أن أوساط مُواكِبة تُحذّر من أن الانفجار قد يطال الجميع، الأمر الذي يُنْذّر بـ”عواقب وخيمة”.