“كُرسي سيالة” يضيق.. ودعوات لإبعاده
تقرير| 218
عدم اتخاذ القوى الدولية موقفاً صارماً ضد تحرك الجيش دفع بعض المتنفذين في المجموعات المسلحة إلى المطالبة بتغيير وزير خارجية الوفاق محمد سيالة متهميه بالتقصير في إقناع اللاعبين الدوليين.
وضاق “كُرسي سيالة” بعد الربكة التي تعرض لها “معسكر الوفاق” إثر دخول عناصر وقادة مجموعات مسلحة أنزل عليهم مجلس الأمن عقوباته بعد تقارير قدمتها البعثة الأممية برئاسة سلامة، وكذلك تصنيف بعضهم على لوائح الإرهاب عربياً ودولياً بانتمائهم إلى مجالس الشورى إسلامية الأيديولوجيا وتحالفها مع القاعدة وداعش ضد الجيش الوطني.
بعد صمت المجتمع الدولي وفشل بريطانيا مرتين في تمرير قرار داخل مجلس الأمن يلزم الجيش بالتوقف، وبعد الشروط التي وضعتها فرنسا لتوافق على بيان الاتحاد الأوروبي، بدأت الحملات المنتقدة لسيالة والسراج تكثر باعتبار أن الطرف الدولي الذي كان الحصن الحصين للرئاسي طيلة السنوات الماضية صار يقف في مساحة بين البينين.
واعتبر هذا الموقف تخلياً ضمنياً عن معسكر الوفاق وانحيازاً غير مباشر لقوات الجيش الوطني وإيعازا كذلك بالتقدم وإخلاء العاصمة من المجموعات التي تحالفت مع بعضها من خليط مصلحي أيديولوجي اتهم بتهريب البشر والوقود وبتصفية ضباط الجيش وإشعال حروب في العاصمة لتغيير واقع سياسي.
وباتت عناصر من قوة حماية طرابلس تضغط بأدواتها العنفية باتجاه إبعاد وزير الخارجية متهميه بفشله في إقناع الطرف الدولي بعدالة قضيتهم، مستغلين تاريخه وموقفه إبان ثورة فبراير، كما شهد مقر الخارجية ظهر اليوم وقفة احتجاجاية ضد أداء الوزير الذي وصف بـ”المتخاذل”.
ويؤكد هذا الامتعاض من قبل قوة طرابلس الربكةً الواضحة في صفوفها، وهو أمر دفع النائب بالمجلس الرئاسي أحمد معيتيق للتوجه إلى روما للقاء رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لإقناعه ربما بموقف إيطالي اكثر وضوحاً وحزماً يبعد الضغط عن الرئاسي ويفك عنهم طوق الجيش الوطني الذي يضيق عليهم يوماً بعد آخر.