وصل عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في إيطاليا إلى أكثر من 15 ألف حالة وفاة، وهي الدولة الأعلى في عدد الوفيات في العالم حتى الآن، وتليها إسبانيا.
ووصل عدد الحالات الإيجابية في إيطاليا إلى 128 ألف حالة، وإسبانيا 135 ألف، ورغم أن ألمانيا وصل عدد الحالات فيها إلى أكثر من 100 ألف إلا أن عدد الوفيات فيها أقل بكثير من إيطاليا وإسبانيا، حيث وصل حتى الآن إلى 1602 وفاة فقط.
وفي تقرير نشرته شبكة cnbc الأمريكية، فإن هناك عددا من العوامل التي أدت إلى العدد القليل من الوفيات مقارنة بإيطاليا وإسبانيا وأميركا وغيرها من الدول، إذ تبلغ نسبة الوفيات في ألمانيا 0.01% فقط.
ويعود السبب الأول في هذه النسبة، إلى قرار السلطات الألمانية بعمل الفحص اللازم بشكل واسع وعلى الجميع، بينما إيطاليا أو إسبانيا أو بريطانيا قررت إجراء الفحص للحالات التي تظهر عليها الأعراض.
ويقول كارل لوترباخ أستاذ الصحة وعلم الأوبئة في جامعة كولونيا الألمانية: “أعتقد أننا كنا محظوظين لأن الإصابات جاءتنا في وقت لاحق على عكس إيطاليا وإسبانيا وفرنسا”.
ويرى لوترباخ أن العامل الثاني لقلة عدد الوفيات كان بسبب أن الإصابات الأولى في البلاد كانت لأشخاص أصغر سنًا مقارنة بالدول المجاورة، أما العامل الثالث فكان بسبب الزيادة البطيئة في عدد الإصابات مما سمح بعلاج المرضى الأوائل في أفضل المؤسسات الطبية في البلاد.
وبحسب التقارير فإن متوسط عمر الإصابة في ألمانيا يبلغ 49 عامًا، مقارنة بـ 62.5 في فرنسا و 62 في إيطاليا.
كما أشار لوترباخ أن نظام الرعاية الصحية والمستشفيات تم تحديثها على مدار الـ20 عامًا الأخيرة، مما سمح بوجود أفضل الأنظمة الطبية والمزيد من أجهزة التنفس ووحدات العناية المركزة، مقارنة بالدول الأخرى.
ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في تقليل النسبة القدرة على إجراء 500 ألف فحص أسبوعيًا، مقارنة بـ 10 آلاف فحص في المملكة المتحدة مثلًا.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقول إن إحدى المدن قامت بتجهيز أطباء بمعدات واقية وكاملة ويتجولون في سيارات خاصة في مدينة هايدلبرغ، من أجل متابعة المصابين بالفيروس بعد 5 أو 6 أيام من تأكيد الإصابة، ويقومون بفحص الدم وفي حال الاشتباه بأي شخص ينصحونه بدخول المستشفى وهكذا ترتفع فرص النجاة للمصابين.
ويقول البروفيسور هانز كروسليتش رئيس قسم علم الفيروس في المستشفى الجامعي لمدينة هايدلبرغ، إن سيارات الأطباء التي تتجول هي مبادرة واحدة في مدينة واحدة وهذا يدل على مستوى الالتزام بمكافحة الوباء.
ومن بين أبرز أسباب قلة عدد الوفيات في ألمانيا، عدد الأسرّة المخصصة للعناية المركزة، إذ يوجد حاليًا 40 ألف سرير بمعدل 34 لكل 100 ألف شخص، مقارنة بـ12 في إيطاليا، و 7 في هولندا.