كورونا يجد “التهاون المثالي” لانتشاره في ليبيا
تقرير 218
إذا أردت أن تتعرف على وضعية كورونا في أي بلد، انظر إلى جدية المسؤولين وقراراتهم، ووعي المواطنين بالخطر المحدق بهم وجديتهم في التعامل معه.
في ليبيا كان هناك تهاون واضح جداً فيما يتعلق بتطبيق الإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين، فما يزال التباعد الاجتماعي بعيداً جداً في ليبيا، بالإضافة إلى عجز الجهات الحكومية في تطبيق القرارات الصارمة التي تحفظ النفس وتحقق السلامة المجتمعية وتحافظ على المؤسسات العامة والخاصة وتمنع انزلاق البلد إلى الهاوية.
الجهات الحكومية وبالأخص المجلس الرئاسي لم يغير من استراتيجياته أبداً، فهو منذ 5 أشهر لا يفعل شيئاً سوى أنه يمدد من قرارات الحظر التي لا يجد الأذرع القوية لتطبيقها، فصارت القرارات المختومة بختمه عبارة عن حبر على ورق، نظراً لأن المواطنين -وخصوصاً بعد مجيء فصل الصيف وانقطاع الكهرباء بالأيام- يقضون أوقاتاً أكبر في تجمعات عائلية وخصوصاً على شواطئ البحر المغرية للناظرين.
عداد كورونا اليوم صار يلامس 4000، في بلد كان يظن سكانه أنهم في مأمن نظراً لحالة الحرب وانقطاع السبل مع الخارج وقلة حركة المطارات والموانئ البحرية ونقاط العبور البرية، لكن ذلك تبخر بمجرد تسجيل مئات الحالات يومياً وانتقال الوضع من خطر، إلى شديد الخطورة.