كل عام وخِراف ليبيا وطنية!
حمزة جبودة
من حق الأُسر أن تُوفّر الأضحية لأفرادها.. ليس لأجل العيد في رمزيته “الاجتماعية طبعًا قبل الدينية” كما هو معروف عندنا، بل لأجل سرِقة بعض لحظات الفرح والبهجة يوم العيد، في “لمّة العيلة” والأطفال، في تحدٍّ واضح وصريح أمام “الفساد الوطني” الذي سرق ولا يزال يسرق من جيوبنا ومن جيوب أطفال لم يولدوا بعد.. هذا التحدّي سيكون أيضًا سلاحًا قويًّا أمام تخبّط الخطط والحلول لأزمات أصبحت جُزءًا في حياتنا، من حقّ أرباب الأُسر الشعور بالفخر، وهُم ينتصرون على كل من “ضحِك علينا جميعًا” ويعتقد أن أيام الضّحِك ستدوم.. من حقّ الأُمّهات أن تفرح وهي تُؤمّن “قوت” اللحم “للعزومات” ومن يحتاج المساعدة.. من حقّ الأولاد والبنات أن يُعلنوا حربهم في يوم العيد على “ضياع الفُرص وحرق أحلامهم ومُستقبلهم”.. بكلمة واحدة: سنفرح لأن لنا قائدا للبيت يحرص على أن يكون بيته آمن لا يقربه الخوف.. سنفرح لأن لنا جارًا وأخًا وصديقًا، يعمل جاهدًا على أن يكون العيد عيدًا مُباركًا.
سينتهي العيد على كُلّ حال.. من اشترى خروفًا أو غيره.. ومن لم يشتري، سيفرح الجميع ولو للحظات بسيطة، سيأكلون “العُصبان” وسيتمتّعون بشواء اللحم وأكله.. سيفتحون حينها حكايات ليبيا ومسؤوليها.. سيسخرون منهم ومن بياناتهم التي سيكون محورها “الليبيين”، من المفترض أن تكون بيانات التهنئة من المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، جاهزة قبل يوم العيد، حتى يتفرّغ فائز السراج لأسرته ويستقبل المُهنئين له بالعيد، وسيكون على عقيلة صالح وقتها أن يؤكد في بيانه “وحدة الصفّ” و”شعار الحرب على الإرهاب” وأن ” لا شرعية إلا للبرلمان”، في ذات الوقت، سيُذكّرنا السيد خالد المشري، أن لا دولة عسكرية في ليبيا، ويجب على رجل “سياسة الأمر الواقع” أن يفهم أن المؤسسة العسكرية يجب أن تخضع لسلطة مدنية. أما الصديق الكبير فلن يكتب بيانا يُهنئهم بالعيد، لأنه يعرف يقينًا رأي أغلبية الليبيين في إدارته للأزمة.. فاشل بدرجة امتياز.
ستُقفل أسواق “السعي” في ليبيا أبوابها، وستُقفل معها أيامًا وشهورا استطاع فيها الليبيون مقاومة قادة الفساد الوطنيين، ومن خلفهم، ولكن مع كل الجحيم الأنيق الذي صنعوه لنا، سننسى حتى لا نتغوّل أكثر، ونصبح “خِرفانًا آدمية” تُباع وتُشترى.