“كاليكست” أميركي في عهد ترامب.. “خطوة رائعة”؟
تنتهي ولاية الرئيس الأميركي “الطازج” دونالد ترامب عام 2020 ما لم يُقرّر الترشح لولاية ثانية وأخيرة، لكن من المرجح أن تنطوي ولايته الأولى على “حدث سياسي ضخم وبارز”، إذ من الممكن أن يُشجّع هذا الحدث “نزعة انفصالية صامتة” في الداخل الأميركي، فولاية كاليفورنيا الأميركية التي تُعتبر من أغنى الولايات الأميركية اتخذت أولى الخطوات القانونية على طريق الانفصال، الذي يبدو تحقيقه رسميا دونه “عراقيل كبيرة”.
ومنح سكرتير ولاية كاليفورنيا إليكس باديلا موافقة قانونية لمجموعة تُطالب بانفصال كاليفورنيا المُباشر بجمع التواقيع اللازمة للذهاب في خطوات قانونية أخرى نحو السير النهائي لانفصال الولاية، فالولاية البالغ عدد سُكّانها نحو 40 مليون نسمة، سيُطْلب توقيع 600 ألف منهم على عريضة الانفصال قبل نهاية شهر يوليو من العام الحالي، إذ سيُصار إذا ما جُمِعت هذه التوقيعات إلى طرح فكرة الانفصال أمام التصويت العام في نوفمبر 2018.
طرح الفكرة في تصويت عام لا يعني أن “كاليكست” أصبحت حقيقة واقعية، فإذا جاءت نتيجة التصويت مؤيدة للاستقلال، فإنه يتطلب إجراءات تنفيذية أخرى قبل استفتاء نهائي في نوفمبر 2019، لكن قبل ذلك يحتاج أنصار الفكرة إلى تعديل قانون الولاية الذي يقول إن كاليفورنيا جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأميركية، والانسحاب من “القانون الفيدرالي”، وهو القانون الأعلى في أميركا.
وإذا تحققت بشكل نهائي فكرة الاستقلال، فهذا الأمر لن يجلب القلق إلى سكان الولاية القوية اقتصاديا، إذ تشير التقديرات إلى أنه لو كانت كاليفورنيا دولة مستقلة، لكانت احتلت المرتبة السادسة في ترتيب القوى الاقتصادية العالمية، علما أن الولاية تعتبر مؤيدة بقوة للحزب الديموقراطي، وقد يُفسّر هذا الأمر بأنه إشارة ضد انتخاب ترامب.
الطريف، أو اللافت أن ترامب وصف خطوة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الصيف الماضي بأنه “خطوة رائعة”، خلال لقائه مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في البيت الأبيض، دون أن يُعرف ما إذا كان ترامب سيعتبر سقوط نجمة كاليفورنيا من علم الولايات المتحدة الأميركية – إن حصل- في ولايته الأولى “خطوة رائعة” أم لا.