قمة عربية أوروبية بشرم الشيخ.. و”تقليب” للملف الليبي
218TV|خاص
يبدأ ما لا يقل عن أربعين رئيسا، ورئيس حكومَة لدول أوروبية بالتوافد اعتبارا من بعد ظهر يوم السبت إلى مدينة شرم الشيخ المصرية لحضور القمة العربية الأوروبية المخصصة للتعاون الاستراتيجي، والتي ستعقد الأحد فيما لم تتحدد على مستوى دقيق مستويات المشاركة العربية في القمة، في ظل تأكيدات مصرية على أن القمة التي سيرأسها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيحضرها نحو 40 رئيسا ومسؤولا في دول عربية وأوروبية.
وبحسب جدول أعمال القمة التي وصفتها مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني بأنّها “مليئة بالفرص”، فإن ليبيا ستكون حاضرة بقوة في القمة الدولية، وإن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج سيرأس الوفد الليبي إلى القمة التي ستبحث ملف الهجرة إلى دول أوروبية عبر عدة دول في منطقة الشرق الأوسط من بينها ليبيا، ورغم تراجع مستويات الهجرة غير القانونية فإن ليبيا تعتبر مفصلا أساسيا في هذا الملف، وسط مخاوف من أن تؤدي أي فوضى عسكرية وأمنية في ليبيا إلى رجوع ملف الهجرة إلى نقطة الصفر، وهو ما يُقلِق دول أوروبية عدة قريبة من الشواطئ الأوروبية.
وبحسب رصد لوسائل إعلام أوروبية عدة صادرة اليوم الجمعة، تعقيبا على القمة الدولية غدا في مدينة شرم الشيخ، فإن الأوروبيين يتشابهون مع العرب اليوم في “ميزة سلبية”، وهي أنهم “لا يملكون كلمة موحدة” حيال ملفات وقضايا عدة في منطقة الشرق الأوسط، ومن هذه الملفات ملف الأزمة في ليبيا والتي دخلت العام التاسع بعد ثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت نظام العقيد معمر القذافي، إذ فشل الأوروبيون مرتين عبر مؤتمري “باريس” و”باليرمو” في تنفيذ توصيات خاصة بالأفرقاء الليبيين لحل سياسي، كما أرسل العرب “مهمة دعم خجولة” إلى ليبيا عبر مهمة المبعوث العربي صلاح الدين الجمالي.
وإلى جانب الخوض المعمق في أزمات سياسية وإنسانية وأمنية، فإن قمة شرم الشيخ سوف تبحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين دول عربية وأوربية، ولاسيما الدول في منطقة شمال القارة الأفريقية، خصوصا بعد أن ظهر طيلة العامين الماضيين “نهم إقليمي” للاستثمار في أفريقيا، خصوصا مع دخول قوتين اقتصاديتين اقليميتين مثل الصين وتركيا على خط الاستثمار في أفريقيا، لكن يبدو واضحا أن ليبيا ليست مستعدة بعد لأي استثمارات دولية في ظل حالة الاستعصاء السياسي التي تعيشها ليبيا منذ سنوات عدة على وقع صراعات سياسية وأمنية بين أفرقاء اكتفوا ب”نهمهم للسلطة والمكاسب”.