“قمارش”.. هل تغير التاريخ أم يعيد نفسه؟
“قمارش”.. إذا بحثت على شبكة الإنترنت عن معنى هذا الاسم ستجد أنه بلدية تقع في مقاطعة “مالقا” التابعة لمنطقة “أندلوسيا” جنوب إسبانيا، واسمها بالإنجليزية “Comares”، ولكن إذا تعمقت في كتب التاريخ أو الآثار فستعرف أن “قمارش”، هو أيضًا اسم جزء من قصر الحمراء في غرناطة، وهو أحد أهم القصور في العالم ويعود تاريخه إلى فترة حكم المسلمين للأندلس.. وإذا تعرفت على إصدارات دار “عصير الكتب” فستجد أنها كذلك اسم رواية للكاتب محمود زكي.
الرواية تبدأ بين جدران “قمارش” في الأندلس وتنتهي في نفس المكان، وتصحبنا في رحلة تاريخية تعود بنا للخلف أكثر من 500 عام، وتحديدًا في عام 1488، لتروي لنا قصة وفد سري من الأندلس الجريحة التي على وشك الانهيار، ينطلقون إلى القاهرة لإتمام اتفاق بين قطبي العالم وقتها، وهما الإمبراطورية العثمانية في تركيا وإمبراطورية المماليك في مصر، وذلك للاتفاق على خطة لإنقاذ آخر ممالك الأندلس وهي غرناطة.
الرواية لا تُعبّر عن عذابات الأندلسيين في ذلك الوقت ووطنهم يسلب منهم ويشردون في كل بقاع الأرض فقط، فهي تروي قصة كل مشرد في حياتنا الحالية، وهم كُثر في وطننا العربي الجريح، فمن مُشرّد الأرض إلى مشرد الفكر إلى المطارد لأجل معتقداته، وغيرها من كل مظاهر التشريد، وتتساءل: هل هناك نهاية؟
في “قمارش” محمود زكي، لم يصل جيش المماليك المصري إلى الأندلس ولم ينقذ غرناطة من جيوش القشتاليين، واختفى وفده السري إلى الأبد، وفي التاريخ سقطت غرناطة وسقطت دولة المسلمين في الأندلس بسقوطها، وتسليم محمد الصغير مفاتيحها إلى إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة، وفرديناند الثاني ملك أراغون، فما هي نهاية واقعنا المؤسف.. وهل ننجو؟
الرواية هي الإصدار الثالث للكاتب محمود زكي، الذي حقق كتاباه السابقان “برطمان نوتيلا” و”أوروبا بتوقيت إمبابة” نجاحًا جعلهما ضمن الكتب الأكثر مبيعًا خلال دورتي معرض القاهرة الدولي للكتاب السابقتين، وهما كتابان ساخران في أدب الرحلات والسيرة الذاتية.