قصص اغتيالات بنغازي.. ما وراء الجريمة
خاص 218
عند متابعة المؤتمر الصحفي للناطق باسم الجيش الوطني العميد أحمد المسماري رفقة العقيد علي ماضي رئيس النيابة العسكرية بالمنطقة الشرقية وسماع أسماء ضحايا الاغتيالات، ربما تبدو لأول وهلة تذكيرا بما جرى في بنغازي خلال الأعوام الماضية فقط، لكن هذا السرد البسيط، حمل في داخله العديد من القصص المؤلمة.
وتحدث رئيس النيابة العسكرية بالمنطقة الشرقية عن عدد من القضايا التي تم كشف ملابساتها أو يجري التحقيق فيها مع الجناة المقبوض عليهم، فضلاً عن دعوته للقبض على آخرين مازالوا طلقاء في مناطق مختلفة من ليبيا، ودعا السلطات الأميركية كذلك إلى التعاون في القبض على المتورطين في قضيتي الهجوم على السفارة الأميركية ومقتل المدرس الأميركي جون سميث.
قتل على الملابس
في عام 2012، يتذكر الكثير من الناس جمعة إنقاذ بنغازي، وخلف ضجيج المظاهرات والمطالبة بالجيش والشرطة، كان للجماعات الإرهابية مخطط آخر، فاستهدفت عدداً من منتسبي الجهات النظامية، فقط لارتدائهم الزي الرسمي، حسب تصري العقيد ماضي، حيث كشف عن اغتيال كل من جمال صالح محمد الفيتوري، سعد راف الله بوبكر السعيطي، ناصر سلامة العبيدي، يوسف مصطفى سليم الفيتوري، وخالد محمد الدرسي، في ذلك اليوم وحده.
قتل داخل المساجد
القتل لم يكن على الزي فقط، بل تجاوز ذلك، ليلحق الإرهاب ضحاياه داخل المساجد عكس ما يدعيه الإرهاب من الحديث بلهجة دينية، حيث قتل العميد عبد الله عمر الورفلي في مسجد قباء في الليثي، والعميد سالم السرح أثناء صلاة التراويح في مسجد التوبة بالليثي أيضاً، فضلاً عن سلسلة من القضايا لم تكشفها التحقيقات بعد كان ضحاياها خارجين من بيوت الله أو موجودين داخلها.
قتل وخطف على القرابة
كانت القرابات كذلك سبباً لاستهداف الإرهاب بأسلحته أبرياء بلا جريرة، فمن بين القضايا التي تحدث عنها العقيد ماضي، هي مقتل إسلام فرج الصوصاع، ابن المدعي العام العسكري، إذ توفي نتيجة عبوة لاصقة انفجرت في سيارة والده أثناء قيادته لها.
بينما تعرض أبناء العقيد محمد الشبلي بوخمادة للاختطاف، عندما لم يجد الإرهابيون والدهم في المنزل، ليطلقوا سراحهم بعد أيام.
خيانة الإخوة
إحدى أكثر القصص إيلاماً كانت قصة الإخوة الثلاثة، زياد، عماد، وآدم عبد المنعم الصويعي، المنتسبين للأمن المركزي، الحسابات العسكرية والقوات البحرية على التوالي، حيث صفتهم المجموعات الإرهابية في مصنع الإسمنت.
لكن الجزء الأكثر حزناً في قصة الإخوة الثلاثة، أن من سلمهم وشارك في جريمة اغتيالهم كان أخوهم، بحسب ما كشف العقيد علي ماضي، عن القضايا التي تم الكشف عن بعض ملابساتها.
هذه القصص كلها جزء من حكايات عن أكثر من 1500 اغتيال في بنغازي خلال سنوات الرعب التي عاشتها المدينة منذ 2011 وحتى انطلاق الحرب ضد الإرهاب في 2014، لتظل الذكرى المؤلمة.