قرارة القطف.. كانت ممرا فأصبحت مقرا
يواجه سكان مخيم قرارة القطف أقسى الظروف الجوية والإنسانية والمخاطر المتمثلة في انتشار الثعابين والعقارب، تمسكا بأمل العودة إلى البيت والأرض في مدينة تاورغاء.
وبنيت 250 خيمة لنازحي تاورغاء بعد تعثر جهود العودة لمدينتهم في الأول من فبراير الماضي نتيجة اعتراض مسلحين لطريقهم، وهو ما حال دون تطبيق اتفاق وقّع بين مصراتة وتاورغاء برعاية وإشراف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وقال عضو المجلس المحلي في تاورغاء، مصطفى قريمة، الذي يعيش في قرارة القطف، إن المسؤولين أمروا بإعداد 3000 وجبة وخشبة مسرح للاحتفال بذلك في المدينة.
وبدأ عمال في إعداد أماكن للأهالي غير أن المحاولات المتكررة للاقتراب من تاورغاء عطلتها قوات نظامية ورجال فصائل يرتدون ملابس مدنية محسوبون على مدينة مصراتة ، وقال قريمة إن بعضهم فتح النارعلى من كان في موقع العمل .
واستقر المقام بنحو 200 أسرة على جانب الطريق في قرارة القطف الواقعة على مسافة 27 كيلومترا من تاورغاء، وتعطلت مسيرة عدد أقل وهم يحاولون العودة من بنغازي شرقي تاورغاء.
وقال مصطفى “والله هو تواجدنا من أجل العودة وفق القرار الرئاسي الصادر في 26/12 اللي بيكون في 1/2 لواحد فبراير بدخول مدينة تاورغاء. هذا سبب وجودنا في قرارة القطف”.
وأضاف “سنبقى هنا وفي بعض الأحيان يمكن نتخذ قرار إنا نتقدم إلى الأمام وبدون حسبة للعواقب. ماذا يحدث بعدين، نتحمل ذلك وخلاص. لكن لن نستعمل أي سلاح، إلا الراية البيضاء وغصن الزيتون في اتجاه تاورغاء”.
وتتولى وكالات إغاثة محلية ودولية الآن توصيل الغذاء والماء والمساعدات الطبية إلى قرارة القطف. كما تم افتتاح دار للحضانة في خيمة كبيرة كما أن بعض الصغار ينقلون بالحافلات إلى مدرسة قرارة القطف، وقالت امرأة من سكان تاورغاء تدعى غزالة عوض “الإنسان كان متعود على حياة فجأة انتقل إلى حياة ثانية، كنا متعودين على منزل تكييف، تلفزيون، راحة، سيارة، أصحبنا في خيام، في عجاج، صقع، ريح، ظروف مأساوية صعبة”.
يذكر أن المجلس الرئاسي كان قد أعلن الأول من فبراير الماضي موعدا لعودة الأهالي لتاورغاء ولكن ذلك لم يتحقق فيما أصبح مخيم قرارة القطف مستقرا بعد أن كان من المفترض أن يكون ممرا لعبور للنازحين الذين هجروا من مدينتهم منذ أكثر من سبع سنوات.-(رويترز)