“قارب السراج” يوصِل الطاهر السني إلى مقعد ليبيا الأممي
تقرير | 218
“من موظف فني في الأمم المتحدة إلى مندوب ليبيا في الأمم المتحدة”.. عنوان عريض بمقدمة ونهاية بينهما حقبة زمنية، ومرحلة شهدت تدرجا سريعا وملحوظاَ في وصول الطاهر السني إلى كرسي مندوب ليبيا في نيويورك.
المندوب الجديد تحصل على الجنسية الأمريكية بحكم المولد، فوالده كان ضمن بعثة دراسية هناك حين تخرج مهندساً وعمل أستاذا بعد ذلك في قسم الهندسة جامعة طرابلس.
وعمل الطاهر السني في جمعية الأمم المتحدة لسنوات، انتقل خلالها عبر عدة دول، من بينها السودان، ومصر، أما تخصصه فهو فني بحت، فالسني مهندس شبكات إنترنت، وهو من صمم موقع البعثة الليبية حين ما كان بوزيد دورده يشغل الكرسي الذي سيجلس عليه السني اليوم.
انتقل السني من العمل تحت المظلة الأممية إلى العمل تحت المظلة الليبية، فدخل السلك الديبلوماسي فترة وزير الخارجية السابق محمد الدايري وعمل معه في الدائرة الضيقة، ثم عين في مكتب شؤون الخدمات بالمندوبية الليبية في جامعة الدول العربية بالقاهرة رغم أنه يحمل الجنسية الأمريكية.
طموح السني أخذ في النمو مع دخول مرحلة جديدة سميت بمرحلة الاتفاق السياسي والذي أصبح السني فيه مستشاراً لفريق مجلس النواب، عمل مع امحمد شعيب بناء على طلب شخصي منه، ثم لم يلبث أن استغنى عن خدماته ليتلقفه عضو مجلس النواب الآخر أبوبكر بعيرة.
مع تراجع دور شعيب ركب السني قارب السراج كمستشار سياسي حيث أصبح سريعا المؤثر الأول عليه نظرًا لقلة خبرة الأخير وبساطته وإيصاله للسلطة عن طريق كوكتيل من النواب القوة الضاربة فيه ممن يعرف بالعوائل الطرابلسية العريقة، وسرعان ما ظهرت لغة جديدة تلمّح بأن ما يحدث الآن هو حكم المدينة مكان حكم البدو الذي ساد ليبيا أيام القذافي. ولم يكن السني بعيدا عن هذا مع بقية مستشاري السراج الذين هم في الأغلب معارف قديمة.
وما يزال السني الآن موظفاً في المندوبية بالقاهرة، وما يزال منتدباً لرئيس المجلس الرئاسي كمستشار سياسي، مهمتان أضيفت إليهما ثالثة هي مندوب ليبيا في الأمم المتحدة.
ويرى المندوب السابق في الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي أن التحدي الكبير للسني يتمثل في الوضعية الصعبة التي وُجد فيها، فهل سينفذ تعليمات ترامب كمواطن أمريكي؟ أم تعليمات أردوغان حسب توجيهات السراج؟.
وبرغم الفشل المستمر في تحقيق أي تقدم سياسي أو خدمي في مجلس السراج الضيق، بقي السني مؤثرا في ذهن رئيس المجلس الذي وضعه على رأس مندوبية ليبيا في الأمم المتحدة، وهو اختبار صعب في ظرف سياسي حساس، فهل سيصبح السني هو صوت السراج ومترجم أفكاره، أم سيقفز من سفينته؟ وهل ذهابه إلى نيويورك يعني بأن السراج قد صار يعيش أيامه الأخيرة؟، يتساءل مراقبون.