قادة لبنان يحاولون كسب الوقت.. والاحتجاجات لا تهدأ
يحاول القادة اللبنانيون كسب الوقت للتهرب من الضغط الشعبي المتزايد عليهم بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة في البلاد.
وبعد أربعة أسابيع تقريبا من الاحتجاجات على مستوى البلاد والتي تدعو إلى الإطاحة بالنخبة الحاكمة، لم يتم تنفيذ تغييرات جذرية طالب بها المتظاهرون. وأدت الاحتجاجات السلمية ضد الفساد والطائفية إلى شل لبنان، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي جعلت البلاد على شفا التخلف عن السداد.
ودعا زعيم حزب الله حسن نصر الله، الاثنين، إلى مقاضاة الفسادين، والبحث عن آلية لإعادة الأموال المسروقة إلى الدولة.
من جهته أكد محافظ البنك المركزي رياض سلامة- الذي يتعرض لانتقادات متزايدة بسبب سياساته النقدية- أن الودائع آمنة وستظل عملة الدولة مرتبطة بالدولار.
وقال سلامة في مؤتمر صحفي “الهدف الأول والأهم للبنك المركزي هو حماية استقرار الليرة اللبنانية، مضيفا أن البنك اتخذ تدابير “لحماية المودعين وحماية الودائع”، مشيرا إلى إنه طلب من البنوك المحلية رفع القيود المفروضة بعد بدء الاحتجاجات في 17 أكتوبر.
وتسببت الانخفاضات الأخيرة في تدفقات رأس المال بنقص الدولار، ما دفع البنوك إلى الحد من عمليات السحب في السوق غير الرسمي، وتم بيع الدولار بأكثر من حوالي 20 في المائة من سعره الرسمي.
وبينما أصر سلامة على أن القطاع المالي سيبقى ملتزماً، إلا أن الثقة في البنك المركزي تراجعت، وعبر المؤتمر الصحفي، عبّر عشرات المحتجين عن غضبهم، وهتفوا “كلن يعني كلن.. سلامة واحد منهن”.
ويطالب المتظاهرون بإصلاح شامل للنظام السياسي الذي يقولون إنه سيطرت عليه نفس أسر القادة السياسيين منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
واستقالت الحكومة في 29 أكتوبر لكنها بقيت بشكل مؤقت، ولم يتم بعد إجراء مشاورات برلمانية حول تشكيل حكومة جديدة.
ويطمح المتظاهرون بمسؤولين تكنوقراط غير منتمين إلى الأحزاب التقليدية في لبنان، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيتم تلبية هذا الطلب.
ودعا ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي إلى إضراب عام وإغلاق الطرق الرئيسية يوم الثلاثاء، حيث أرجأ الرئيس نبيه بري جلسة البرلمان المقررة لمدة أسبوع إلى 19 نوفمبر.
ففي مدينة طرابلس الشمالية، تجمع الآلاف في الساحة الرئيسية ليلاً، وقال المحتج بلال حسين (33 عاما)، إن تأجيل البرلمان كان انتصارا من نوع ما.
وفي وقت سابق من الاثنين، تظاهر مئات الطلاب في عدة أجزاء من البلاد، وتجمع العشرات من المتظاهرين بالقرب من المطار.
ولعب تلاميذ المدارس الثانوية وطلاب الجامعات في الأيام الأخيرة دورًا بارزا في الاحتجاجات، مطالبين بمستقبل أفضل في بلد يزيد معدل بطالة الشباب فيه على 30%.