فُرص “حل أفريقي” للأزمة الليبية تعود إلى الواجهة
تقرير 218
يخرج السودان من عنق الزجاجة أخيرا بعد أربعة أشهر من المحادثات المكثفة حينا والمتعثرة أحيانا ومسار سياسي واجتماعي لم يخل من الإضراب والثقة المفقودة، لتأتي لحظة توقيع اتفاق ينهي العداوة بين الأطراف المُتنازعة ويرسي السودان على بر الأمان بمساع أفريقية خالصة دونما تدخل.
تعود إلى الواجهة من جديد فرص الإفريقيين في حل الأزمة الليبية ومقدرة الاتحاد الأفريقي ونفوذه السياسي للتدخل في ليبيا بعد كل هذه السنوات من الخصومة الليبية والحرب والدمار والتدخل الخارجي، يتساءل مراقبون عن سبب تشوش المبادرات السابقة للاتحاد الأفريقي بخصوص ليبيا.
الممثل السامي من أجل ليبيا الرئيس التنزاني السابق جاكايا ككويتي والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي الرئيس الغيني آلفا كوندي انتقدا عدم التنسيق فيما بينهم وعدم قدرتهم على إطلاق أو عقد حوار وطني يجمع شمل الليبيين في آخر قممهم معترفين بالتحدي الليبي الذي لم يجد معالجة حتى اليوم.
يقول ولد لبات المبعوث الأفريقي إلى الخرطوم في توقيع الاتفاق النهائي في السودان إن القارة السمراء قادرة على أن تحل مشاكلها بنفسها وأكبر دليل على ذلك فرح السودان بالتوقيع، لكن الليبيين يقولون غير ذلك تماما فالحرب لم تهدأ منذ ثماني سنوات والدماء تسيل.
يقول متشائمون إنه من المؤكد أن تعجز هذه المؤسسة عن التأثير على الليبيين المتحاربين لكونها وببساطة ليست لاعبا بارزا لا من الجانب السياسي ولا من الجانب العسكري في ليبيا وعلى الرغم من أن عدم تورط الاتحاد الأفريقي في الحرب الجارية يحسب لصالحه لكنه لم يغير شيئا.
فهل القبول بالحل الأفريقي اليوم يتمتع بأرضية مشتركة أكثر من ذي قبل لتبدأ مرحلة القبول بأي حل أفريقي ويكون السودان بداية حل جديد لليبيا بعيون إفريقية ففرص النجاح كبيرة لأي تحرك أفريقي جاد وسيجد له صدى حتى بين من أصابهم الصمم في الأزمة الليبية.