“فيسبوك-ليبيا” أظهر “حقيقة صادمة”
218TV|خاص
المُتصفّح لإدراجات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما موقع “فيسبوك”، الذي بات “سلطة حقيقية” في ليبيا تمارس “نفوذاً هائلاً”، يكتشف “حقيقة صادمة”، وهي أن ليبيا “مجتمع صغير، ومُتّحد”، وأن قبائله متداخلة اجتماعيا، وأنّه بالكاد لغير الليبي أن يُميّز بين المدن والمناطق في ليبيا، لشدة التداخل “والتشبيك الاجتماعي”، فعبارات النعي وصوره أغرقت “الموقع الأزرق”، وكأنّ الضحايا الذين سقطوا في جولة “قتال الأخوة” في طرابلس لهم “صلة قربى” بكل الليبيين الذين أعلنوا نعيهم لأشقاء، وأبناء عم، وأبناء عمومة، وأصدقاء، وجيران، وهو أمر يمكن تلمّسه بمجرد متابعة إدراجات الليبيين خلال الأيام القليلة المقبلة.
تشاطر المواطنون في العاصمة وسواها من المدن والمناطق، “العزاء والحزن”، مثلما تشاطروا لسنين طويلة “عذابات وعُقَد” نظام العقيد معمر القذافي، لما يزيد عن أربع عقود، ومثلما تشاطروا “وجع وحرمان” السنوات السبع الماضية التي استحقت وصف “العجِاف”، إذ لا يوجد ليبي لم يطاله “الغلاء الفاحش” الذي نهش مدخراته، وسيولته شبه المعدومة أساساً، مثلما وقف السواد الأعظم من الليبيين في “طوابير الذل” أمام “الخبزة” و”البنزينة” و”المصارف”، في مشاهد لم يكن يتخيلها أكثر الليبيين “تشاؤماً”.
خلافا للفظة “الحرب الأهلية”، التي بدأت تدسّها وكالات إخبارية عالمية، وفضائيات إخبارية دولية، في تغطيتها لـ”الجرح الليبي النازف” فإنَّ “التعزية” التي تبادلها المواطنون طيلة الأيام القليلة الماضية، تُظْهِر أن “ليبيا واحدة” مثل “وجع الليبيين” تماماً، وأن “الصراع الوحيد” الذي يجب تظهيره في يوميات الليبيين؛ يكمن في رغبة “الطبقة الحاكمة” في ممارسة “نهب منظم” لأموال الليبيين، وأنهم في الطريق إلى هذا الهدف، يستخدمون مجموعة من الأدوات على شكل “مسؤولين صغار” و”جماعات مسلحة”، و”رجال دين متهورين”، و”أموال قذرة” و”تُجّار جشعين”، يشكلون مجتمعين “الهدف المخفي”، الذي يتمثل في إعاقة “قيامة ليبيا”، على أسس الاستقرار والدستور والقانون والعدالة.