في انتقاد نادر.. غول يقول إن أردوغان دمّر الإسلام السياسي
في انتقاد علني نادر، تحدث الرئيس التركي السابق عبدالله غول، وهو أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الحاكم في تركيا الذي يتزعمه الآن الرئيس رجب طيب أردوغان، ضد النظام الرئاسي والسياسة الخارجية التركية بشكل عام، كما أكد أن الإسلام السياسي انهار في جميع أنحاء العالم بعد تخلي حزب العدالة والتنمية عن مبادئه الأساسية.
وقال غول في مقابلة مع صحيفة “قرار”، مواصلا انتقاده غير المسبوق للحزب وأردوغان، إن “العدالة والتنمية” لم يعد يسير على نفس النهج في عام 2002 عندما تحوّل إلى رمز للعالم الإسلامي والحركات الإسلامية، مضيفا أن الحزب تخلى عن نهجه الديمقراطي ولم يعد يمارس الحكم وفق معايير عقلانية، مبينا أن الحركات الإسلامية تستطيع أن تحكم شرط أن تسير وفق مبادئ ديمقراطية وليبرالية، إضافة إلى احترام حقوق الإنسان.
وبشأن النظام الرئاسي القائم حاليا، علّق غول: “قلت إن النظام البرلماني أكثر دقة بالنسبة لتركيا حتى عندما كنت رئيسا. خياري هو نظام برلماني ديمقراطي بالكامل. البرلمان لم يكن بهذا القدر من الأهمية حتى اليوم. تركيا تشعر بعدم وجوده”.
ومنذ تولي أردوغان الرئاسة وتوجيه تركيا نحو نظام يتمتع فيه رئيس الدولة بسلطات تنفيذية واسعة النطاق، بدا غول (الحليف السابق لأردوغان) غير راض عن الاتجاه السياسي للبلاد. وصوتت تركيا للانتقال إلى النظام الجديد في استفتاء عام 2017، الذي أُجري خلال فترة الطوارئ بعد محاولة انقلاب فاشلة في يوليو 2016. وتخلص النظام الجديد من منصب رئيس الوزراء وسمح لأردوغان بتمرير القوانين بمرسوم، وربط المؤسسات الرئيسية بما فيها المالية، بالرئاسة.
يحتفظ حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان بالنظام الجديد الذي يسمح بإدارة أكثر سلاسة للحكومة، لكن المنتقدين يقولون إنه قام بتنحية البرلمان وشرع في حكم الرجل الواحد.
كما عبر غول عن قلقه إزاء سياسة تركيا في سوريا، وقال إن تركيا متورطة في الأزمة في سوريا منذ اندلاع الحرب في عام 2011 دون خطة خروج مناسبة، وقد عززت التعاون مع روسيا في الوقت الذي ابتعدت فيه عن حلفائها الغربيين، لافتا إلى أن مشاكل تركيا مع الولايات المتحدة جعلتها أقرب إلى موسكو، لكن الابتعاد عن الغرب سيضعف الديمقراطية التركية.
ودعا إلى أن أن تكون تركيا جزءًا من الكتلة الأوروبية لضمان دولة ديمقراطية وتعددية. معتبرا علاقة تركيا مع روسيا غير متوازنة، وانتقد في هذا الصدد شراء صواريخ الدفاع الجوي الروسية من طراز S-400، على الرغم من اعتراض حلفاء تركيا في الناتو، موضحا أن هذه المنظومة يمكن أن تقوض قوة جيشها، لأن مكونات الجيش التركي، من سلاح الجو إلى القوات البرية، تتناسب مع معايير الناتو.
وأكد غول تأييده لوزير الخزانة والمالية التركي السابق علي باباجان، الذي سبق وأن أعلن عن تأسيس حزب جديد، بعد أن غادر مع غول حزب العدالة والتنمية احتجاجا على تغوّل أردوغان.