في الذكرى السبعين لتأسيسه.. الناتو يعيش أسوأ أيامه
تقرير | 218
تستضيف العاصمة البريطانية لندن القمة السبعين لدول حلف شمال الأطلسي، وسط انقسامات حادة، وتباين في وجهات النظر، إضافة إلى ضغوط أميركية على الدول الأوروبية وكندا من أجل زيادة إنفاقها الدفاعي وصولا إلى أربعمئة مليار دولار بحلول عام ألفين وأربعة وعشرين، مع خفض المساهمة الأمريكية في تمويل الحلف.
ومن المفترض، أن تكون القمة احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي “الناتو” في العاصمة البريطانية لندن، غير أن الخلافات بين أعضائه والتصدعات الداخلية، زادت الشكوك بخصوص مستقبل التكتل الذي يضم تسعا وعشرين دولة والذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ مدة بأنه في حالة “موت دماغي”.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج على هامش القمة، تصريح ماكرون بالبغيض جدا والقاسي والمهين أيضا، ملمحا إلى أن فرنسا أكثر الدول حاجة للحلف، كما هاجم أوروبا التي لا تدفع ما يكفي لمهام الحلف الأمنية ودفاعه الراسخ عن مصالحها مشيرا إلى أن الوقت قد حان “لتحسين أدائها”.
وظهر انقسام آخر في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تعهد بالوقوف في وجه الخطة المتعلقة بالدفاع عن دول البلطيق، إذا لم يقر الأعضاء بأن وحدات حماية الشعب الكردية التي تحاربها أنقرة جماعة إرهابية، بما يشبه الرد على الانتقادات التي وجهتها دول من الحلف للعملية التركية شمال شرقي سوريا. الأمر الذي دفع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لتحذير تركيا من إعاقة خطة الحلف.
وكانت علاقة الرئيس أردوغان بالحلف قد تدهورت عقب إصراره على المضي في صفقة شراء أنظمة دفاع جوي روسية، ما اعتبره الأعضاء تهديدا لأمن الحلف.
ودفعت الخلافات العميقة بين دول الحلف بدبلوماسي أوروبي فيه للقول: “السؤال المطروح، ونحن نحتفل بمرور سبعين عاما، هو هل نلوح احتفالا أم أن الناس يعتقدون أننا نغرق؟”