في الذكرى الأولى لحراكهم.. الجزائريون يصرون على التغيير
تقرير | 218
تمر اليوم الذكرى الأولى للحراك الشعبي في الجزائر حيث يحتفي المحتجون بمسيراتهم الطويلة التي وصلت إلى الأسبوع 53 على التوالي، إذ نجحوا خلال هذه المدة في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة بعد 20 عاما من حكمه.
ولعل تاريخ الـ22 من فبراير 2019 سيظل خالدا لدى الجزائريين الذين خرجوا بآلاف في مسيرات عارمة، ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وبعد نجاحهم في إسقاط الولاية الخامسة واستقالة الرئيس استمرت المظاهرات كل أسبوع من أجل “تغيير النظام”، ليؤسسوا لمرحلة تاريخية مهمة في الاحتجاج السلمي من أجل إفشال مخطط إعادة إنتاج النظام نفسه، وإرساء أسس الجمهورية الجديدة التي تمكن الشعب من الاختيار الحر لشكل وطبيعة مؤسساته.
وبعد أقل من 6 أسابيع من الاحتجاجات والمسيرات الأسبوعية بأعداد متزايدة، أجبرت قيادة الجيش، بوتفليقة على الاستقالة في الـ2 من أبريل، غير أن رئاسة أركان الجيش التي أصبحت تمثل السلطة الفعلية، تجاوزت مطالب الحراك، الداعي لتغيير النظام لتشن حملة اعتقالات لمسؤولين ومتظاهرين. لكن سرعان ما نظمت القيادة العليا للجيش الانتخابات الرئاسية التي فاز بها عبد المجيد تبون رغم المقاطعة الكبيرة، وعدم نجاح الحراك في منع إجراء الاقتراع.
ويرى مراقبون أن الحراك نجح في تغيير اللعبة السياسية في البلاد بعد 20 عاما، فهل ينجح في عامه الثاني بإيجاد قيادة له وهيكل تنظيمي يسهمان في مشاركته في الانتخابات القادمة، أو تحقيق ما يصبو إليه الجزائريون برسم حاضرهم والتطلع لمستقبلهم وفق ما أرادوا؟.