“فن الاحتجاج”.. الوجه الآخر للحراك في السودان
صابنها، هكذا يقول المعتصمون السودانيون أمام مقر القيادة العامة للجيش، وهو واحد من المصطلحات التي تميزت بها الاحتجاجات السودانية، التي أطلقتْ كثيرا من المصطلحات المحلية على تحركاتها، وتعني الكلمة: البقاء مثل صبة الإسمنت دون تحرك.
عسكري يغني للبلد والنيل، فالبدلة العسكرية لم تغير فيه الطبع السوداني المحب للغناء، ليغني من مقر الإذاعة الداخلية للاعتصام أغنية وطنية للفنان السوداني الراحل محمد وردي.
الموسيقى والتلحين، صاحب حتى الهتافات الثورية، لأكثر المحتجين راديكالية، الذين يطالبون بمحاكمة مسؤولي النظام السوداني المتورطين في قتل المحتجين، في قصائد تستذكر أسامي أبرز قتلى الاحتجاجات وتطالب المعتصمين بالبقاء إلى حين تحقيق العدالة حسب تعبيرهم.
هذا المشهد الاحتفالي صاحب الاحتجاجات منذ بدايتها، وكانت قمته يوم أن أعلن الجيش تنحي البشير عن الحكم، حيث هتف المحتجون بأنه رقص لثلاثين عاما، وحان وقت رقصتهم اليوم.
هذه المشاهد الغنائية والاحتفالية، اختفتْ وراء الكثير من الصراعات السياسية، والقتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات، فيما تستمر الأزمة السودانية لا تجد حلا، ويستمر المحتجون في اعتصامهم كما قالوا صابنها.