فقر المكتبة الرياضية.. صحفيون يشخصون لـ218 أسباب المشكلة (5)
لا يكاد يمر يوم إلا وتسيطر الرياضة، وعلى وجه الخصوص كرة القدم، على غالبية النقاشات في الحياة العامة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مراكز لتجمع محبيها.
هذا النهم في المتابعة اليومية لمجريات كرة القدم يطرح سؤالا مهماً عن الفقر المستمر في الإصدارات الرياضية المطبوعة التي من المفترض أن تروي عطش متابعي الرياضة، دفع 218 لتوجيه سؤال إلى مجموعة من الصحفيين في ليبيا، وبعض الدول العربية عن فقر المكتبة الرياضية مقارنة بباقي المجالات مثل الفن والأدب والعلوم وغيرها:
اجتهادات شخصية
هشام حقية – صحفي رياضي
رغم ما تحظى به الرياضة من شعبية كبيرة فإنّ الكتابة الرياضية في ليبيا اقتصرت على الصحف والمجلات نظرا لعدم وجود موارد مالية أو تشجيع من الدولة لكتابة وتأليف الكتب نظرا لما يحتاجه التأليف من إمكانات مادية يفتقدها الكاتب أو الصحفي بالنظر إلى المستوى المادي الذي يعيشه أغلب الصحفيين وأيضا لعدم وجود عائد مادي مناسب للجهد المبذول في كتابة الكتب الرياضية يضاف إلى ذلك عدم تشجيع مؤسسات الدولة للتأليف الرياضي وعدم جدوى الصرف في هذا المجال نظرا لحالة السوق في هذا المجال إضافة إلى عدم اهتمام جل الصحفيين أو المتابعين للشأن الرياضي بتأليف الكتب واللجوء إلى الكتابة في الصحف والمجلات أو المواقع الإلكترونية نظرا لسهولة التعامل معها وعدم صرف أموال مقابل هذه الكتابه بل يرون أنها قد تجلب لهم الأموال بأقل مجهود وهنا أرى توافقا بين اللاعب الليبي والصحفي الليبي في محاولة الوصول إلى القمة بأقل جهد وأكثر استفادة مما يدل على أن عقلية المواطن الليبي تخضع للمزاجية في التعامل مع المهنة.
قد تسألني قائلا إن هناك كتبا تهتم بالثقافة وباقي المعارف فأقول لك وحسب وجهة نظري إن هؤلاء استفادوا من مزاجية العقيد ومسؤوليه في بعض الأحيان التي يحاولون فيها تغيير البوصلة باتجاه هذه الفنون والثقافات للظهور بالصورة التي يحاولون إيصالها للمجتمعات المحيطة بنا بأنهم يهتمون بالثقافات والفنون وغيرها، خصوصا أنّ من يمسك زمام الأمور يحاول الظهور دائما بأنه صاحب فكر ورؤية ثقافية وبالتالي يجب أن يكون هناك اهتمام نسبي بهذا الجانب على عكس الرياضة التي كانت منبوذة نهائيا من فكر العقيد ومسؤوليه بالنظر إلى مقولة الرياضة نشاط عام ينبغي أن تمارس لا أن يتفرج عليها، وأن المدرجات ستختفي عندما لا يوجد من يجلس عليها، وهذا يوصلك إلى أن الرياضة لا تمثل شيئا في تفكير من يحكمون البلد وبالتالي لن يتم دعمها حتى بالجانب الفكري والثقافي وظلت كل الكتب التي نشرت مجرد اجتهادات شخصية لأصحابها لاغير قد يقول قائل إني أحمل النظام السابق هذا الإهمال في دعم الكتب الرياضية، لكن هذا واقع فلو قمنا ببعض الحسابات ولنحسب كم كتاب رياضي صرفت عليه الدولة في الأربعين سنة الماضية لنعرف هل أنا محق في كلامي أم مخطئ في وجهة نظري.
جلها توثيقية
صالح الفاخري – صحفي رياضي
الكتب الرياضية في جلها كتب توثيقية اعتمدت على الأرشيف الرياضي القديم والتركيز على النتائج وبعض الصور، ونقف عند تحفة الإعلامي الرياضي الكبير فيصل فخري الذي له الدليل الرياضي في عدة أجزاء وكذلك الإعلامي الرياضي الكبير عياد الزوي في كتابه نتائج الفرق الليبية في المسابقات الأفريقية والمرحوم الإعلامي الرياضي منصور(الدليل الرياضي) وكذلك الموثق الكبير ناصر الغدامسي والأخوين جرناز وعلي النويصري (من درنة) كتاب قصة لاعب أكثر من ٤٠لاعبا، وخليل بن دردف نتائج الفرق في مسابقات الدوري الليبي الممتاز لكرة القدم وعلي الزعلوك من مصراتة على نفس المنوال ولعل الشكر والتقدير موصول إلى الأسرة الرياضية في ليبيا وكانت هناك كتب توثيقية صغيرة لجميع الألعاب الجماعية تصدر في كتب توثيقية.
ابتعاد الأندية
ماشاء الله حويل – صحفي رياضي
أعتقد السبب الأول هو تباعد الأندية عن دور المكاتب الثقافية والإعلامية
وأهملتها واعتمدت على نقل الخبر فقط والخبر السريع والرد الجاهز على لسان رؤسائها.
لذلك الكتب تحتاج إلى مرجع شامل وهو المؤسسة التي يجتمع بها عدد من المثقفين والرواد ليبتكروا ذلك الكتاب وبدعم مالي معترف به ومرخص له.
قلة البحث عن الكتب
هيثم العماري – صحفي رياضي
أعتقد أنه لدينا العديد من الكتب المميزة والكتّاب والمؤلفين والباحثين، لكن للأسف عدم حرصنا على البحث عن الكتب هو ما جعلنا نتوهم أنه لا يوجد لدينا كتب ومؤلفات.
الكتب تحتاج لأرشيف
إلياس الجيلاني – صحفي رياضي
الكتب الرياضية تحتاج لأرشيف أو مراجع نستقي منها المعلومة الرياضية الأكيدة بسبب غياب التوثيق الرياضي لمختلف الألعاب الرياضية، حتى الأندية لم تهتم بالتوثيق الرياضي ونجد أغلب المعلومات الرياضية عن تاريخ البطولات الليبية والرياضة الليبية تسرد المعلومة التي تصب في مصلحة النادي المنتمي إليه الكاتب فقط، وللأسف حتى هذه اللحظة التوثيق الرياضي غائب عدد محدود ممن اجتهدوا لأجل الاهتمام بهذا المجال.