فقدان الدعم الدولي قد يجبر الجماعات المسلحة على تغيير مواقفها
أعدت صحيفة العرب اللندنية تقريرا عن إخفاق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج في نيل تأييد أوروبي للجماعات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وأشار التقرير إلى أن عدم حصول هذه الجماعات الرافضة لوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس من دون تراجع الجيش الوطني إلى مواقعه السابقة على التأييد الأوروبي أمر يفتح المجال أمام التساؤلات بشأن الخيارات المتبقية أمامها وإمكانية تقبلها للضغط الدولي لاستئناف الحوار السياسي من دون تلبية شروطها غير المنطقية.
وأضاف التقرير أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج الأخيرة إلى بروكسل كشفت حجم الهزيمة الديبلوماسية التي تلقاها مجلسه بعد أن أخفق في إقناع الأوروبيين باتخاذ موقف صارم ضد قائد الجيش المشير خليفة حفتر، وهي الهزيمة التي أتت بعد هزيمة أخرى تمثلت في فشله في انتزاع إدانة من المجتمع الدولي للعملية العسكرية في العاصمة طرابلس، فضلا عن هزيمة ثالثة تمثلت في إقرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بدور المشير في مقارعة الإرهاب وحماية حقول ومرافئ النفط.
وتحدث التقرير أيضا عن محاولة السراج لتدارك هزائمه الديبلوماسية من خلال سلسلة زيارات قام بها خلال الأسبوع الماضي إلى عدد من الدول الأوروبية التي لم تلبِ طموحاته شأنها شأن الاتحاد الأوروبي في وقت يصف فيه مراقبون موقف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالضعيف بعد أن عجزت الجماعات المسلحة التابعة له عن إرجاع الجيش الوطني إلى مواقعه السابقة رغم مرور أكثر من شهر على بدء الحرب.
بدورها طالبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” عقب لقاء جمعها بالسراج كافة الأطراف الليبية بوقف الحرب من دون الإشارة إلى شروط الجماعات المسلحة المتمثلة بانسحاب الجيش الوطني إلى مواقع ما قبل الـ4 من أبريل الماضي وهو مؤشر واضح على خسارة الرئاسي لدعم بروكسل وهو ذات الأمر الذي ينطبق على الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” “ينس ستولتنبرغ” الذي دعا لوقف القتال وعودة الجميع للحوار بعيد لقاء جمعه بالمبعوث الأممي غسان سلامة.
وبحسب التقرير فإن السراج يجد نفسه الآن في عزلة بعد تحجيم دوره والتيار الملتف حوله عبر تيار الإسلام السياسي المتمثل بالشخصيات من مدينة مصراتة مثل وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا الملقب بحاكم العاصمة طرابلس الفعلي منذ بدء الحرب ليضغط هو ومن معه باتجاه عدم الاستجابة لوقف إطلاق النار من دون قبول الجيش الوطني بالتراجع.