سبت عصيب مر على العاصمة الفرنسية باريس وباقي مدن البلاد تخللته العديد من أعمال العنف لينجلي غباره الأحد، وتظهر أبرز معطيات ما بعده بشكل رسمي.
فقد أعلنت الداخلية الفرنسية في بيان لها الأحد مشاركة نحو 136 ألف شخصا من ذوي السترات الصفراء في التظاهرات الاحتجاجية وتوقيف 1726 منهم بعد تصادمهم مع عناصر شرطة مكافحة الشغب مبينة بأن 1220 من بين الموقوفين تم حبسهم قيد التحقيق.
وأشار وزير الداخلية الفرنسي “كريستوف كرياستانير” خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد إلى أن الوضع في باريس وباقي المناطق تحت السيطرة، مجددا دعوته المحتجين للانخراط في حوار مع الحكومة.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة فرانس 24 عن مصدر مطلع قيام السلطات الفرنسية بفتح تحقيق لتتبع معلومات بينت وجود حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر معطيات مزيفة لتضخيم حراك ذوي السترات الصفراء.
من جانبها أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية وجود المئات من هذه الحسابات المزيفة المدعومة من قبل روسيا ناقلة عن مصدر مطلع آخر قوله بأن الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني هي الهيئة المكلفة بتنسيق عمليات التحقق الجارية في وقت تتعامل فيه الاستخبارات الفرنسية بحذر شديد مع مسألة وجود تلاعب بالمعلومات.
وأضافت الصحيفة نقلا عن تحليلات أجرتها شركة “نيو نولدج” للأمن الإلكتروني أن نحو 200 حساب على موقع تويتر تنشر صورا ومقاطع فيديو لأشخاص يفترض بأنهم مصابون بجروح بليغة خلال تظاهرات السبت في حين تعود هذه الصور والمقاطع إلى أحداث لا تمت بصلة إلى التظاهرات.
من جانبه أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن خروج فرنسا من أزمتها مشروط بإلغاء اتفاق باريس المناخي، وإعادة أموال ميزانيته للمواطنين.
وكانت المفوضية الأوروبية قد استبقت أحداث السبت العصيب بالتأكيد على احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير كقيمة أساسية من قيم أوروبا مشددة على لسان المتحدثة باسمها “مينا أندريفا” على ضرورة أن يحافظ المتظاهرون على الطابع السلمي لتحركهم وأن ينبذوا العنف.