فرار مئات آلاف الأوكرانيين.. وتحذيرات من أكبر أزمة إنسانية في أوروبا
مع استمرار تساقط الصواريخ على المدن الأوكرانية، لليوم الرابع على التوالي، فر مئات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين، معظمهم من النساء والأطفال، من الهجوم الروسي إلى البلدان المجاورة، بينما تقطعت السبل بالمئات في كييف بانتظار القطارات التي ستقلّهم غربًا بعيدًا عن القتال.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، نقلاً عن بيانات مقدمة من السلطات الوطنية، إن ما يزيد على ثلاثمئة وثمانين ألف لاجئ، غالبيتهم من النساء والأطفال، فروا من القتال إلى دول الجوار، وشهدت محطات القطار والنقاط الحدودية زحاما شديدا.
وقالت وزارة الصحة الأوكرانية أمس إن 352 مدنيًا بينهم 14 طفلاً قتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفةً أن 1,684 شخصًا بينهم 116 طفلاً أصيبوا في الهجمات، فيما أفادت وكالة تابعة للأمم المتحدة بمقتل 64 مدنيًا.
وأشار مستشار رئاسي أوكراني إلى أن نحو 3,500 جندي روسي سقطوا بين قتيل وجريح.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن إمدادات الأكسجين الطبي آخذة في النفاد، كما اكتظ بنك الدم بالمتبرعين، على الرغم من تعرضه لإطلاق نار أدى إلى إصابة شخصين.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن من جانبه، تقديم 54 مليون دولار مساعدات إنسانية جديدة للأوكرانيين المتضررين من الغزو، إضافة إلى 350 مليون دولار أرسلتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن ذلك يشمل توفير الغذاء ومياه الشرب الآمنة والمأوى والرعاية الصحية الطارئة ومستلزمات الإعاشة والحماية.
ونوهت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية يلفا جوهانسون بالحاجة الملحة للاستعداد من أجل استقبال ملايين اللاجئين من أوكرانيا، مضيفة أنها تؤيد فكرة تفعيل مبدأ الحماية المؤقتة في الاتحاد لتأمين المأوى لمن سيصلون للاتحاد الأوروبي.
وأشارت جوهانسون، وقبيل اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي مخصص لمناقشة تداعيات الحرب في أوكرانيا، إلى أن أكثر من 300 ألف لاجئ أوكراني دخلوا أراضي الاتحاد الأوربي حتى الآن، ما يقتضي التصرف بسرعة، لاستيعاب عدد أكبر خلال الأيام المقبلة، منوهة بهذا الخصوص بإطلاق منصة تضامن لدعم الأوكرانيين الفارين من بلادهم، ودول الاتحاد الأكثر تضررا من وصول اللاجئين في الوقت الحالي، معربة عن سعادتها وفخرها بالطريقة التي عبر بها الأوروبيون على الحدود عن تضامنهم مع الأوكرانيين الفارين من هذه الحرب البغيضة والعدوانية.
وحذر المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، من أن أوروبا تواجه أكبر أزمة إنسانية لها منذ سنوات عديدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وربما يصل عدد الأوكرانيين النازحين بسبب الصراع إلى أكثر من سبعة ملايين، لافتًا إلى أن الاحتياجات تتزايد في كل ساعة تمضي.