فبراير أداة تغيير .. ولا يخلد إلا الوطن
عبدالوهاب قرينقو
تباين ظاهر للعيان في المواقف الشعبية والرسمية من احتفالات الذكرى الثامنة لثورة فبراير بين مؤيد ومعارض كالعادة منذ 2013 حين بداية مسلسل الاغتيالات في بنغازي ومنذ الذكرى الثالثة بعدها بعام في 2014 حين اندلاع فجر ليبيا غرب البلاد.
احتفالات هذا العام أعلن عنها رسمياً بدايةً من العاصمة في وقت مبكر وشكلت لجنة عليا بالخصوص واستعدادات أخرى في بنغازي لم تتأخر ومدينة طبرق التي رفع ناشطوها علم الاستقلال في ساحتها الشهيرة واستعدادات أخرى في مصراتة وسرت وزوارة وغريان ومدن كثيرة أخرى.
الحكومة المؤقتة بدورها تبارك للشعب أفراحه عبر بيان مطول وصفت فيه الثورة بأنها جاءت ضد الظلم والقهر والتجويع والامتهان الذي طال الشعب.
بيان المؤقتة دعا الشعب لحل الخلافات بالحوار والانتباه لمخططات زرع الفتن وتأجيج الصراعات الحزبية والجهوية.
على مواقع التواصل اشتعل الجدل (نحتفل أو لا نحتفل).. بين ناقد ومادح.. متسامح وناقم.. مناصر ونادم.. وكأن الثورة غاية لا وسيلة إلى وضع أفضل.. وتناسى البعض أن الاحتفاء يكون بذكرى ثورة لا بمنجزاتها، فالطبيعي أن الدولة هي من ينجز في حال قيامها وليست الثورة التي لا منجز لها إلا واحد هو التغيير وإنهاء حقبة نظام يرى الشعب أنه فاشل ظالم لتظل الثورة مجرد أداة تغيير ووسيلة انتقال لا تستمر إلا كذكرى وما يفترض أن يبقى هو دولة العدل والمؤسسات ..القانون والحريات .
التغيير من سنن الله في خلقه .. فلا حال يدوم .. لا شر يبقى ولا حتى خير يتصل .. وما علينا اليوم نحن أبناء ليبيا إلا الأخذ بالكلمة الطيبة التي هي صدقة ونشر قيم العقل والتعقل والتسامح والوفاق .
كل حركات التغيير انقلابات كانت أو انتفاضات أو ثورات هي مجرد أدوات للتغيير لا جسور لارتهان السلطة واحتكارها ولاينبغي لهذه الأدوات أن تستمر بل الهدف هو قيام دولة توفر الخدمات الجيدة لكل مواطنيها على قدر من المساواة وعلى كل مواطن واجبات يؤديها دون تقصير، أما الاصطفافات بدون نهاية والتخوين والتخوين المضاد فلن يصل بنا إلى جادة الصواب . حفظ الله ليبيا