غياب الاستقرار يدفع العقول الليبية للهجرة إلى الخارج
تتسارع وتيرة هجرة العقول والكفاءات الليبية خارج البلاد، في ظل عدم تهيئة الأوضاع وغياب البيئة المناسبة لهم في وقت حذّر فيه وزير التعليم السابق فوزي بومريز من عدم اكتراث الحكومات المتعاقبة، التي تولت المسؤولية بعد الثورة، بخطورة هذا الملف.
وأشار بومريز إلى أن الحكومات تجاهلت دراسة أسباب هذه الظاهرة، أو محاولة وضع الحلول للتخفيف من تداعياتها، عبر التواصل مع تلك العقول المهاجرة للاستفادة منها في بناء دولة حديثة، خصوصاً أنهم أدرى بالبيئة الليبية مقارنة بأي عناصر أخرى قد يتم استقدامها، لافتاً إلى أنه قد سلّم قبل مغادرته منصبه نهاية 2020 لحكومة الوحدة مبادرة لبناء قاعدة بيانات خاصة بتلك الكفاءات.
ويتخوف مراقبون من أن يؤدي إفراغ ليبيا من الكفاءات البشرية إلى تولي من هم أقل كفاءة وقدرة على إدارة مؤسسات الدولة، وهو ما سيؤدي بالضرورة لتدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، خصوصاً في قطاعات مهمة مثل الصحة والتعليم، مما سيدخل البلاد في حلقة مفرغة من هدر الميزانيات.
وأجبر الوضع الطارئ الذي تعيشه البلاد، من فوضى وانهيار لمنظومة الدولة وغياب مؤسساتها، هذه الكفاءات على الرحيل إلى خارج الحدود، إضافة إلى الإغراءات المادية في الدول المستضيفة، والتمتع بمستوى معيشي أفضل لهم ولأسرهم.
عوامل متضافرة تقود في مجملها إلى خسائر كبيرة في الطاقات البشرية لليبيا، التي تعاني من انقسامات سياسية أثقلت كاهل البلاد التي تعيش في دوامة صراعات أسهمت في اتساع رقعة الفساد وضاعفت معاناة المواطنين.