غوتيريش: “على السوريين أن يحذوا حذو الليبيين”

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السوريين أن يحذوا حذو الليبيين ، بقوله: “نحن بحاجة إلى الخروج من حالة الجمود، والطريقة الوحيدة للخروج من حالة الجمود هي أن يتحد السوريون. على السوريين أن ينظروا إلى مثال ليبيا. بدأ الليبيون العمل معا بجدية”.

وأثنى غوتيريش، في رسالته في العام الجديد 2021، التي بدأها بأنها “رسالة أمل وتصميم”، على الجهد الرائع الذي يبذله الليبيون من أجل العمل معا، مشيرا إلى توصّل اللجنة العسكرية المشتركة لاتفاق وقف إطلاق النار، قائلا إن هذا الاتفاق ما زال صامدا.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى اجتماعات منتدى الحوار السياسي الليبي التي أدت إلى التوافق على عدد من القضايا الرئيسية بما فيها الانتخابات و آلية اختيار السلطة التنفيذية  منوها بالتقدم على صعيد الإصلاح الاقتصادي.

وأضاف غوتيريش: “ندائي القوي هو أن تنسحب جميع القوات الأجنبية وكل المرتزقة الأجانب من ليبيا”.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن أمله في أن يتم احترام هذا التوقيت “من الضروري أن تتحرك جميع القوات الأجنبية وجميع المرتزقة الأجانب أولاً إلى بنغازي وطرابلس، ومن هناك، العودة إلى وطنهم وترك الليبيين وشأنهم، لأن الليبيين أثبتوا بالفعل أنهم قادرون، إذا تركوا وحدهم، على معالجة مشاكلهم”.

وعن سوريا، أوضح غوتيريش، أن هناك شيء إيجابي في سوريا، “يتمثل في أن وقف إطلاق النار ما زال صامدا إلى حد ما – إنه ليس مثاليا – لكنه صامد إلى حد ما”، مشيرا في نفس الوقت إلى حالة الجمود التي تكتنف المسألة السورية.

وذكر غوتيريش، أن جهات مختلفة تسيطر على مناطق مختلفة في سوريا، وأن هناك منطقة تسيطر عليها الحكومة بدعم من روسيا وإيران؛ ومنطقة تتواجد فيها القوات التركية؛ ومنطقة تدعم فيها الولايات المتحدة ودول أخرى وحدات حماية الشعب (القوات الكردية)، ما أدى إلى نوع من الجمود.

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة، الحكومة السورية والمعارضة السورية والقوى الأخرى المشاركة في سوريا أن تفهم أنها بحاجة إلى أن تتحد، “لأن ذلك سيكون السبيل الوحيد لتقليص النفوذ الأجنبي في سوريا”.

وقال “لدينا فرصة لإعادة دوزنة (العالم). ينبغي أن نغتنمها”.

وتأتي رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، خلال المؤتمرا الصحفي في المقر الدائم تحدث فيه إلى الصحفيين عن رسالته بحلول العام الجديد قائلا إنها تتمحور حول “الأمل والتصميم”.

وأوضح غوتيريش، عن السبب في شعوره بالأمل يكمن في إمكانية إحداث تغيير “لوضع العالم على المسار الصحيح”.

أما السبب وراء دعوته إلى العمل بعزم وتصميم، يعود إلى “واجبنا الجماعي الذي يحتم علينا بذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك”- أي لوضع العالم على المسار الصحيح.

وحول أزمة فيروس كورونا، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة، “يكمن وراء تلك الأرقام فقدان وحزن لا يقاسان.. صدى هذه المأساة الإنسانية سيتردد لعقود قادمة”.

وأضاف الأمين العام، أن حوالي 500 مليون وظيفة فقدت؛ فيما تبخرت تريليونات الدولارات من الميزانيات العمومية العالمية، ومع ظهور حوالي 600 ألف حالة إصابة جديدة كل يوم، “فإن المستقبل مليء بعدم اليقين”، وفقا للأمين العام.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن هناك ثلاث حالات طوارئ ينبغي معالجتها فورا، أولا، توزيع لقاحات فيروس كورونا، موضحا، “الفجوة في المناعة العالمية تعرض الجميع للخطر”.

وثانيا، يتطلب عملا عاجلا هو الدعم المالي لجميع البلدان التي تحتاجه، “في عالم اليوم، لا يمكن فصل المصلحة الذاتية عن التضامن”. ودعا إلى نقلة نوعية في التمويل من جميع المصادر، بما في ذلك الدائنون من القطاع الخاص للدول النامية في العالم. وقال: “هذا ليس عملا خيريا. إنه المنطق الاقتصادي السليم”.

أما حالة الطوارئ العالمية الثالثة التي تتطلب عملا جماعيا فهي أزمة المناخ. وبحسب السيد غوتيريش، يجب أن يشمل التعافي من الجائحة الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء والمرنة. “لدينا فرصة لإنهاء حربنا الحمقاء على الطبيعة وبدء عملية التعافي”.