غسان سلامة.. خطاب وداع أم تجديد العقد
لا يخلو مشهد الأزمة السياسية في ليبيا من التطورات اليومية مع استمرار الاختلاف في الرأي والتدخلات الخارجية على الرغم من وجود خطة لبعثة الأمم المتحدة التي باتت تصريحاتها وتحركاتها مختلفة بشكل متتالٍ.
اقترب موعد الإحاطة الدوري للمبعوث الأممي غسان سلامة لمجس الأمن الدولي بشأن التطورات العملية السياسية في ليبيا ونتائج جهود البعثة، إلا أن هذه الإحاطة ستكون مختلفة عن سابقاتها، فهذ الجلسة هي الإحاطة السنوية للمبعوث الأممي التي بموجبها سيتم تحديد ما إذا سيستمر وجود سلامة كمبعوث أممي أم سيتم تحديد أسماء أخرى تخلفه.
وغير ذلك فالبعثة الأممية غيرت من حدة تصريحاتها مؤخرا، فقد باتت مهتمة بشكل كبير بملف الإصلاحات الاقتصادية إضافة إلى بيانها شديد اللهجة بخصوص من وصفتهم بالميليشيات في طرابلس وباقي المدن، والتي تقوم بتهديد العمليات التي تضطلع بها أي مؤسسة سيادية تعمل لصالح ليبيا، وهددت البعثة بأنها ستعمل مع جميع السلطات للتحقيق في إمكانية فرض عقوبات دولية على أولئك من خلال تقرير ستقدمه إلى مجلس الأمن الدولي في جلسة الإحاطة المرتقبة منتصف سبتمبر المقبل.
كلما لاح نهاية النفق الأزمة الليبية كلما زاد اختلاف الأطراف ليضيفوا تعقيدا على مسار الحل السياسي فكما وصفهم سلامة بآخر إحاطة له بأن هناك أطراف تتفنن في خلق العراقيل حتى لا ترى ليبيا نهاية ذلك النفق.
ومع أنه من المبكر الحسم بأرجحية فشل سلامة أو نجاحه فإن المؤشرات المتوفرة حتى الساعة لا تعطيه أفضلية تسمح له باختراق التحصينات التي كانت تقف عقبات أمام المبعوثين الأمميين الذين سبقوه.