غسان سلامة: تركيا وروسيا خاضتا حربا غير مباشرة داخل ليبيا
كشف المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يتحركا ولم يفعلا ما يلزم فعله ردًا على قيام روسيا وتركيا بجلب الآلاف من المرتزقة للتأثير على الأحداث في ساحة ليبيا.
وخلال مقابلته على قناة “سكاي نيوز عربية”، أوضح “سلامة” أن روسيا كان لها دور في المشهد العسكري في ليبيا، وبالتزامن مع ذلك برز الوجود العسكري التركي المباشر الذي يحرك بطاريات الهوك المضادة للطيران غرب ليبيا.
وذكر المبعوث الأممي السابق أن أنقرة جاءت بمرتزقة من سوريا لكي تزجّ بهم في الصراع العسكري داخل ليبيا، وتدعم بهم الجانب الذي تسانده، وهو حكومة الوفاق المنتهية ولايتها.
وسلّط “سلامة” الضوء على أنه ورغم هذا الصراع غير المباشر بين أنقرة وموسكو على الأراضي الليبية، إلا أن مواجهة مباشرة بين الجانبين لم تحصل ميدانيًا.
وأشار إلى أن بعض الأسلحة الروسية المتقدمة ظلّت موجودة في غرب ليبيا بعدما أحكمت تركيا قبضتها هناك؛ وبعد ذلك قامت أنقرة بتسليم هذه الأسلحة للروس؛ بوساطة واشنطن.
وعن العلاقة بين تركيا وروسيا في المرحلة الحالية؛ كشف المبعوث الأممي السابق أنه أقرب ما تكون إلى طبيعة العلاقة بينهما في فترة القرن الـ 19، حيث يكون هناك تنافس وتنافر واشتباك على مستوى جبهات عدة، مثل شمال سوريا وليبيا.
وأعرب عن قناعته بأنه ورغم أن الطرفين يحرصان على إبقاء مستوى جيد من العلاقات؛ إلا أن طبيعة العلاقة بينهما مرشحة للتفجّر من خلال جبهة أوكرانيا.
وقال “سلامة”: تركيا زودت الطرف الأوكراني بالطائرات المسيرة الحديثة من نوع بيرقدار2 مما سبب استياءً روسيًا.
وأضاف أن تعقيد العلاقات بين الدولتين يجعلهما حريصتين على عدم بلوغ مرحلة المواجهة الشاملة أو أن يتم قطع الخيوط كافة التي تربطهما، مشيرا إلى أن الدولتين تتفقان على ضرورة التصدي لمحاولات واشنطن تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
ووصف “سلامة” هذه المرحلة بأنها مرحلة “انفلات القوة”، حيث بدأ ذلك بانقضاض الأميركييين على العراق عام 2003، ثم حرب روسيا في جورجيا، مشيرًا كذلك إلى التوتر بين الصين وتايوان.