غاي تايلور: روسيا تسعى لتوسيع نفوذها في ليبيا للسيطرة على النفط
قال غاي تايلور كبير محرري الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز في لقاء خاص مع برنامج “US-L” الذي يبث على قناة “218NEWS” إن السهولة التي سيطرت بها روسيا على سوريا قد تدفعها لتكرار المحاولة في ليبيا مضيفا أن التحركات الروسية الأخيرة تدفع واشنطن للانتباه لما يحدث في ليبيا.
حرب صريحة بالوكالة
وأوضح تايلور أن “المرتزقة الروس” حسب وصفه، سواء كانوا من القناصة أو طائرات هو محاولة لدعم المشير حفتر لإسقاط حكومة الوفاق في طرابلس، منبها أن ذلك أحدث احتكاكا كبيرا بين تركيا وروسيا، ويمكن أن يتحول إلى حرب معقدة بالوكالة، وتحديدا مع بروز احتمالية أن تدعم القوات التركية حكومة الوفاق في الوقت الذي يدعم الروس فيه الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر.
توسيع الوجود العسكري
وأكد تايلور أن منظومة الأمني الروسية تنقل المرتزقة بالفعل إلى شمال أفريقيا، لتحقيق أهداف طويلة المدى لجهاز الأمن الروسي متمثلة في توسيع الوجود العسكري الروسي باتجاه غرب البحر المتوسط، محذرا بأن ما قد نجده بعد 5 سنوات من الآن وجود عسكري روسي دائم في الهلال النفطي في ليبيا.
اعتراف أميركي بالجيش
وأشار تايلور إلى أنه قد تم الاعتراف الضمني بالجيش الوطني من قبل الحكومة الأمريكية باعتباره الجيش الوطني الليبي، موضحا أن الرئيس ترامب أرجع الفضل للجيش الوطني لكونه القوة الأهم في مكافحة الإرهاب، والأكثر فعالية ضد عناصر داعش في ليبيا مضيفا أن ترامب يرى بأن حفتر هو الطرف الأكثر فاعلية على الأرض داخل ليبيا، ولكن تايلور أردف أن ما نراه من إدارة ترامب حيال ليبيا هو عدم وجود سياسة محددة، مشبها ذلك بما قامت به إدارة لعدة سنوات تجاه سوريا، وأرجعه لكون ترامب لا يرى بأن ليبيا قد تحقق له فوزاً واضحاً في السياسة الخارجية.
إحباط أميركي من تركيا
ووصف تايلور المشاعر الأميركية حيال تركيا بــ”الإحباط الكبير” لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي مع حكومة أردوغان، بسبب شرائها منظومة صواريخ S-400، مضيفا أن تركيا تشجعت مع شريكتها قطر على الانخراط في ليبيا، بعد أن تدخلت بقواتها في سوريا ولم تواجه أي عقوبات تذكر، مؤكدا وجود تحالفات بين قطر وتركيا في ليبيا.
تفاصيل اجتماع حفتر بالأميركيين
وعن تفاصيل ما دار في اجتماع المشير حفتر مع الوفد الأميركي قال تايلور بأن الأميركان المجتمعين مع حفتر نقلوا له رسالة بأن هناك أشخاص في واشنطن يرغبون في معاقبته، وربما سحق قدراته المالية إن كان يعمل عن كثبٍ مع الروس، مرجعا حسب توقعاته هذه التهديدات إلى الأطماع التركية والروسية بتوسيع نفوذهما في ليبيا عن طريق الحرب بالوكالة.
خطر المتطرفين في ليبيا
أما المشهد العسكري في ليبيا فيرى تايلور أن هناك الآن على الأرض داخل ليبيا مجموعات لها شرعية على كلا الجانبين من الحرب الأهلية حسب وصفه، وتريد هذه المجموعات مستقبلاً لليبيا لا يشمل كل هذا التدخل الأجنبي، مشيرا إلى أن واشنطن تدرك أن الجماعات المتطرفة في ليبيا يمكنها استخدام هذا الفضاء الفوضوي كمكان للتخطيط لهجماتٍ إرهابية مباشرة في جنوب أوروبا، منبها أن ذلك قد يغير طبيعة الصراع في ليبيا من خلاف داخلي إلى خلافات أميركية روسية وتصبح البلاد بعد ذلك مسرحا للصراعات الدولية.
وعن الموقف المصري قال تايلور أن المصريين باتوا يخافون من انتشار الإسلام السياسي، كما أنهم قلقون للغاية من أن تصبح ليبيا معقلًا أو ملاذًا آمنًا للجماعات المتطرفة، التي قد تتحول إلى مصر، وهو ما يدفع مصر للانخراط في ليبيا.
سياسات أميركية
وأما عن سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فيوضح تايلور أن هدفها الوحيد محاولة تجميع القوى العربية ضد إيران، أما عن ليبيا تحديدا فقد طرح تشريع من الكونغرس يتطرق إلى إمكانية فرض عقوبات على أي مجموعات تتدخل من الخارج أو من الداخل، تؤدي إلى إثارة المزيد العنف كما أن مشروع القرار في الكونغرس سيضغط على الإدارة الأميركية لاتخاذ موقف حول السياسة في ليبيا ولكن في ذات الوقت فإنه من الصعب على الأميركيين – حسب تايلور- إقامة اتصال مع روسيا بشأن منطقة عدم تداخل العمليات في ليبيا، مشيرا إلى أن هناك شعور ما لدى الإدارة الأميركية بأن شرعية الحكومة في طرابلس فات وقتها.
أهداف التدخل التركي
ويرى تايلور أن وصول أردوغان إلى الشواطئ الليبية هو ورقة ضغط على أوروبا لتقوية وجوده في الناتو وتعزيز فرصه للانضمام إلى أوروبا، بينما وعلى الجانب الآخر هناك تردد في أوروبا الآن حول الترحيب بالتدخل التركي في ليبيا أم لا، باعتباره ضد التدخل الروسي المتزايد في ليبيا.
وأضاف تايلور أن الولايات المتحدة تساند السلام في ليبيا بطريقة أو بأخرى، مؤكدا أن الليبيين هم من يجب أن يستغلوا تلك الثروة النفطية في النهاية، فليبيا هي ليبيا، ولها تاريخها الخاص، وكانت بها دكتاتورية قوية لفترة طويلة سقطت وخلقت فراغا هائلا في السلطة، وتظهر تداعياتها على المشهد الآن، حيث هناك أزمة إنسانية في ليبيا تؤثر على أضعف أفراد المجتمع أكثر من أي شريحة أخرى، وتؤثر على الأطفال والأمهات، مؤكدا أنه إن كان العالم لا يستطيع أن يساعد في استقرار الوضع، فعلى المتدخلين الخروج من المشهد حتى يتمكن الليبيون من حل هذه المشكلة بأنفسهم.