“غاندي” الرواية الأولى لحمزة الفلاح
218 ـ خاص
صدر للشاعر حمزة الفلاح عمله الروائي الأول (غاندي)، عـن دار البيـان للنشر والتوزيع وستكون الرواية متاحة للقراء في الدورة (52) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب شهر يونيو القادم.
أحداث الرواية تدور حول البحث عن الماضي في زمنين مختلفين، وعلاقة الراوي فيما ببينهما.
ويقول الفلاح، لم تكن الكتابة وحدها هي ما جمعتني بغاندي، بل كان الشعور الخفي بالالتزام تجاه هذه الشخصية هو الدافع الرئيسي وراء عدم ترك مساحة شاغرة للنسيان في علاقتي معه حتى قبل أن أُحدد السياق الذي سأذهب فيه للكتابة عنه، لذلك لم تنقطع فكرة الكتابة عن غاندي منذ أن بدأت التفكير في الذهاب إلى الرواية.
غاندي هو جدي الشاعرعبدالحميد الشاعري (1933 – 1998)، صاحب قصيدة سافر مازال؛ التي رسمت الملامح الأولى للقصيدة الغنائية في ليبيا، وهو واحد من الغنائيين الكثر في جيل مبدع من الشعراء المنسيين، وأحد مؤسسي الإذاعة في مدينة بنغازي.
ونسأله، هل تركت الشعر لصالح الرواية؟ فيقول الشاعر حمزة الفلاح: لن ألعب دور المدافع عن الشعر لأن الشعر يدافع عن نفسهِ دائمًا لذلك سأضمن له الاستمرار إذا ما ارتبط بقضية حقيقية تضمن له الاتصال المباشر مع الجمهور. الاتصال الذي من شأنهِ أن يحرق نبيه أولاً قبل المريدين له، ولكننا اليوم، وفي عصر اللاقضية والكليشيهات المبتذلة والعربدة الوطنية لا يمكننا حتى الدفاع عن أنفسنا بإخلاص، فما بالك بشعراء يتخبطون في خطابهم. ولكن لماذا علينا محاصرة الشعر في قالب محدد، وبمجرد ترك هذا القالب تلتصق كلمة (ترك) مباشرةً في ظهر الشاعر تحديدًا حينما يذهب لشكل أخر من أشكال الكتابة، لا أرغب بالوقوف عند هذه الكلمة على الرغم من أنها تستفزني لأفحصها، لكنني سرعان ما أجدها غير متزنة ومرتبكة لسبب بسيط وهو أنني صرت اليوم أقرب إلى إصدار ديواني الثاني فالأمر بالنسبة لي بعيد تمامًا عن فكرة التخلي أو الترك وقريب بما يعرف بالتجريب في الكتابة.
ويتابع: كل ديوان شعر من وجهة نظري هو ديوان أول، لأن التجربة الشعرية لا تنفصل ولا تتجزأ. إن الرقمنة في الشعر هنا لا تعدو كونها مجرد تصنيف عددي، لأن التحولات الفارقة على مستوى القصيدة في أفكارها ومضامينها لا تحدث إلا مع نصوص بعينها تظل مرتبطة بروح وذاكرة الشاعر ليقيس من خلالها مدى تطور النص وانزياحهِ عن الذي قبله وهذا الأمر يحتاج لوقت طويل وتجربة تلامس بشكل دقيق حالته التي قد لا تكون في أحيان كثيرة مرتبطة بواقعه بشكل مباشر، إن التحول الحقيقي لعملية التجريب على مستوى الكتابة يتحقق في السرد لأنه يتيح للكاتب فرصةً لاكتشاف نفسه ونقدها لإحداث التغير الملحوظ الذي يمكن القارئ من التعرف بسهولة على مقدار الحركة في السرد لهذا الكاتب أو ذاك من جمودها.