غابة أسلحة القذافي.. من “أدخلها” و “وزّعها” ومن “خبّأها”؟
218TV.net خاص
التفاتة خاصة إلى التقارير الدولية التي تُصْدِرها منظمات مختصة بتتبع تجارة السلاح عالمياً تحسم بما لا يدع مجالا للشك أن ليبيا تحولت إلى غابة أسلحة، وأن هذا “الوضع الشاذ” قد شكّل عبئا ضاغطا على استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، إذ ثمة تقارير تقول إن رأس النظام السابق العقيد معمر القذافي وعددا كبيرا من المسؤولين العسكريين والأمنيين في نظامه قد فتحوا “الخزائن السرية”، وقاموا بتوزيع السلاح على “أنصار سريين”، في مسعى لإطالة أمد الفوضى في ليبيا.
التقارير الدولية باتت تتحدث عن تجارة بـ”مئات الملايين” بسلاح متعدد الأحجام والاستعمالات، يتم تهريبه عبر شبكات دولية احترافية، ومن خلال حدود مفتوحة و “مُنْهارة أمنياً” مع ست دول، تردد “أمنياً واستخبارياً” أن بعضها لا يقوم بـ”القدر الكافي” أمنياً لضبط الحدود، وسط تقديرات إضافية بأن “شبكات تهريب محمية” هي التي تتولى إغراق ليبيا بالسلاح، الذي تُسْتغل أجزاء عدة منه من قبل مجموعات مسلحة في ليبيا باتت مهمته في السنوات الأخيرة إشاعة الفوضى، وتنفيذ عمليات إجرامية من قتل واغتصاب، وهو ما يؤخر العملية السياسية بعد نحو سبع سنوات من الإطاحة بالقذافي.
وبحسب تقارير ومعطيات دولية فإن “مخازن القذافي” لم تُفْتح كلها حينما طالب القذافي من عُلو شاهق” بفتح المخازن، وتوزيع السلاح، إضافة إلى “الرقص”، وتحويل ليبيا إلى “جمر أحمر”، إذ أن مخازن سلاح متطور لا تزال مُخبأة في أماكن سرية، ولا يستطيع الوصول إليها إلا مجموعة ضيقة من الأمنيين السابقين، وعبر “خرائط مُعقدة”، وسط مخاوف أن تُستخرج هذه الأسلحة، واستخدامها في “الصراع الداخلي”.
لا تُوفّر التقارير الدولية، والمعطيات الاستخبارية أرقاما مُحددة لتجارة السلاح إلى ليبيا، وانطلاقا منها، لكن الثابت أن كميات ضخمة تعبر إلى ليبيا عبر الحدود، وأن أجزاء منها يُعاد تهريبها إلى خارج ليبيا نحو بؤر توتر إقليمية أخرى، لكن عبر شبكة طرق “سرية ومُعقّدة” يتولى “فك طلاسمها” مُهربون ليبيون، إذ أن التجارة الأكثر رواجا حاليا في ليبيا هي تهريب وبيع الأسلحة، إذ تتصارع مع تجارة تهريب البشر المُلاحقة دوليا، علما أن قراراً أممياً سابقا قضى بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، لكن هناك ما يمكن اعتباره “شكوكا وعدم اطمئنان” إلى وجود عمليات تهريب سلاح إلى ليبيا عبر “جهات إقليمية”.