“عندكم ولايا”.. وقصص اغتصاب في ليبيا تعود للواجهة
أصبح “الاغتصاب” إحدى وسائل الحرب والانتقام في ليبيا، وتلجأ جماعات مسلحة متناحرة لخيار استباحة الأجساد لتحقيق أهداف لا تتعدى الضغط على الأطراف الأخرى وإرهابها.
تفاصيل أكثر حول الاغتصاب في ليبيا، يرويه فيلم ستبثه قناة “أرتي” قريبا، من إخراج الفرنسية سيسيل أليغرا، ويروي قصصا صادمة ستؤثر لا محالة بالمجتمع الليبي الذي دفع الغالي والثمين للتخلص من نظام عُرف عن قياداته اللجوء لهذه الأفعال، بحسب العديد من الشهادات.
ولم ينس الليبيون قصة إيمان العبيدي التي خرجت أمام كاميرات الصحفيين في العام 2011 باكية ويملأ وجهها ندوبا وجراحا أكدت أنها ناتجة عن اغتصابها من قبل أشخاص محسوبين على نظام القذافي.
وتشير جريدة لوموند الفرنسية، إلى أن أحداث الفيلم تروي شهادات ليبيات تعرضن للاغتصاب، من بينها الضحيتان (ياسين وفاطمة)، وقالتا للمخرجة كيف تعرضن للتعذيب من رجالات القذافي قبيل سقوط النظام، وتم التوصل إلى أن الاغتصاب شمل بذلك الوقت “الرجال والنساء”.
وتضيف المخرجة سيسيل أليغرا لجريدة لوموند، إنها التقت بحقوقيين ليبيين شكلوا شبكة لتوثيق الجرائم الجنسية وجمع الأدلة حولها، وتبين لهم أن قيادات نظام القذافي أعطت الضوء الأخضر لقواتها لاستخدام الاغتصاب كوسيلة للضغط على المعارضين. وتوصل التحقيق إلى حالات اغتصاب وصفت بـ”الفظيعة” بحق ليبيين على يد عناصر تدعم القذافي.
لكن مقرّر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا حمزة أحمد، قلل من حجم جرائم الاغتصاب التي وقعت بمراحل ثورة “فبراير” الأولى، وأكد لـDW”” أن اللجنة أحصت القليل من الحالات، كما أنها لم ترصد حالات اغتصاب قامت بها جماعات مسلحة بعد الثورة.
والليبيون اطلعوا على بعض قصص الاغتصاب عبر ما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، أشهرها المرأة التي ظهرت بمقطع فيديو وهي تتعرض للاغتصاب على يد مجموعة مسلحة، وهي تقول “حرام عليكم عندكم ولايا” وهي العبارة التي أشعلت مشاعر الغضب عند الليبيين وأثارت ردود لم تسبق خلال مظاهرات بمختلف المدن.
قصص الاغتصاب في ليبيا لم تنته، هذا ما أكده أحمد حمزة، وقال إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحصت حقوع حوالي 150 حالة على النساء في السجون التي تديرها جماعات مسلحة منذ سقوط النظام السابق، مبينا أن بعض السجينات يتعرضن للاغتصاب مقابل السماح لأهلن بزيارتهن، وذات الأمر بالنسبة للرجل، فقد ذكر حمزة أن زهاء 50 رجلا اغتصبوا لذلك السبب.