عن ورشفانة.. من “فجر ليبيا” إلى “المجهول” لا أحد يعترف!
حتى هذه اللحظة لم تُعلن أية جهة رسمية أو طرف في ليبيا، وتحديدا بالمنطقة الغربية، أن القوة العسكرية التي تعمل على الدخول إلى منطقة ورشفانة تتبعها. وهو الأمر الذي يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، التي على أصبحت تترقب ما سيحدث فيها.
وهذا أمرٌ لم تعتده الحروب التي أنتجها “أمراء الحرب” في ليبيا، في سنوات مضت، بمعنى أن العمليات العسكرية السابقة، كانت واضحة المعالم، فعملية “فجر ليبيا” باركها المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ، في العام 2014، ودعمها بشكل واضح، وكما حدث بعدها في “عملية الشروق” وتبعيتها لحكومة الإنقاذ، التي زعمت في شهر ديسمبر من ذات العام، “تحرير” الحقول النفطية، والتي أصدر على إثرها المؤتمر الوطني العام حينها قرارا حمل رقم (42) يقضي بتحرير المواني النفطية. إلا أن هذه القوات عادت من حيث أتت، بعد معارك خاضتها مع الجيش الوطني.
وتقول مصادر مطلعة، إن الحرب الجديدة التي يعمل على إشعالها “طرف مجهول” لا يدرك عواقبها الحقيقية، والتي أبرزها ستنتج حالة من الفوضى تُعادل ما أنتجته حرب فجر ليبيا، بعد نهاية الحرب في العام 2014، وبالوصول إلى النتائج السابقة، ترى هذه المصادر أن الكتائب المسلحة بالمنطقة الغربية والتي اقتحمت منطقة ورشفانة، لم تُلق القبض على المجرمين، وفشلت حينها في استعادة الاستقرار بالمنطقة والطريق الساحلي الذي يربط بالمنطقة الغربية وجبل نفوسة ومرورا إلى العاصمة طرابلس، ما جعلها تدخل مراحل أكثر سوءا مما كانت عليه قبل حرب “فجر ليبيا”، حيث ازدادت عمليات الخطف بشكل كبير على الطريق الساحلي، وأفرزت كتائب مسلحة “سرية” لا تُعرف تبعيتها في المنطقة، تمتهن السرقة والسطو وخطف المسؤولين، والمقايضة على حياتهم بمبالغ ضخمة.
أما عن الدوافع التي يعمل عليها “ممولو الحرب” على ورشفانة، فهي سياسية بحثة، لا شأن لها بتطهير المنطقة، بحسب ما ذكره عسكري سابق، والذي أوضح لاحقا، إن العملية العسكرية لا تهدف لتطهير المنطقة من المجرمين، وقُطّاع الطرق، بل لأجل ما هو أكبر من هذا، وهو فرض أطراف بعينها على المشهد السياسي والعسكري في ليبيا.
وبحسب المعطيات المتوفرة في هذا الموضوع الذي أصبحت خيوطه تتشعب، تبقى الصورة ناقصة، ما يجعل قول “تفرّق دمهُ بين القبائل”، أكثر واقعية مما تعيشه هذه البقعة الجغرافية “ورشفانة”، التي ذاق أهلها ويلات العصابات الإجرامية والعمليات العسكرية، التي لم تُفض إلى أي حلول، بل عقّدتها، وما تعيشه اليوم خير دليل، أن كل القذائف وهدم البيوت وتهجير أهلها التي أنتجتها الحرب السابقة، كانت انتقاما “غير مباشر” للمنطقة وأهلها المدنين، لا للعصابات الإجرامية.