عن ليبيا وتشاد والمعارضة وإدريس ديبي
مِمّا لا شكّ فيه، أن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، سيؤثر على المشهد الليبي بشكل مباشر أو غيره، نظرا للحدود المشتركة بين البلدين، وغياب التأمين الشامل للحدود الجنوبية في ليبيا، ما يضمن عدم حدوث أي صراع أو اشتباكات على تخوم ليبيا.
وكشف الصحفي والفوتوغرافي طه الجواشي، علاقة “المعارضة التشادية” التي يُشارك جزءا منها في الصراع المسلح في ليبيا، وهُنا ننقل لكم النصّ كاملاً والذي نشره الصحفي طه الجواشي على صفحته على الفيسبوك:
“في عام 2017، وصلني بريد الكتروني من الصحيفة الفرنسية La Liberation تطلب مني تصوير بورتريه لقيادي في المعارضة التشادية مقيم داخل ليبيا، كانت الصحيفة قد اجرت معه مقابلة صحفية عن بعد وتحتاج لصورة له.
تم تحديد اللقاء مع هذه الشخصية في منطقة الجفرة.
عند وصولي لمدينة هون بالجفرة، اتصلت بالقيادي في المعارضة التشادية وأسمه السيد محمد مهادي علي، وابلغته اني وصلت لمدينة هون، فطلب مني انتظاره هناك.
بعد حوالي ساعة، وصل السيد محمد إلي هون، بسيارة عسكرية رباعية الدفع يقودها شاب ليبي لم يبتسم في حياته قط.
كنت حتى تلك اللحظة اتوقع إلتقاء معارض سياسي مدني.
تبادلنا اطراف الحديث بالعربية تارة وبالفرنسية تارة اخري، كان السيد مهادي يتكلم الفرنسية كما يتكلمها الباريسيين.
حددنا موعداً للتصوير في اليوم التالي في مدينة سوكنه، وطلب مني الاتصال به علي هاتفه الثريا عند وصولنا لسوكنة.
في اليوم التالي صباحاً توجهنا لسوكنة واتصلت به من هناك، قال انه يقيم في الصحراء جنوب سوكنة وطلب منا التوجه إلى معسكر على أطراف المدينة.
وصلنا لمعسكر كبير جداً لم نجد فيه سوي ثلاثة عساكر ليبيين وكلب نائم تحت ظل سيارتهم العسكرية.
بعد حوالي ساعة من الانتظار، وصل السيد مهادي لبوابة المعسكر، وعند دخولة تفاجأنا انه جاء على رأس سرية مسلحة من القوات التشادية المعارضة.
خلال تصويري له، تبادلنا اطراف الحديث، سألته عن سبب وجوده هنا، قال أنه تم إكتشاف النفط في تشاد، ومازال الشعب يأكل الحشرات ويسف التراب من الجوع، وقال انه ومنذ سنوات يعارض النظام السياسي في تشاد بالطرق السلمية حسب قوله، لكن الانظمة الدكتاتورية، لا يمكن تغييرها إلا بالقوة، وقال ان قواته تحارب مع أحد أطراف الصراع في ليبيا، بينما توجد قوات تشادية اخري (حليفة لهم) تقاتل مع الطرف الاخر في الصراع الليبي.
سألته وما الفائدة التي تجنوها من حربكم في ليبيا، قال انهم تلقوا وعوداً من الاطراف الليبية المتحاربة، بتزويدهم بالمال والسلاح والدعم، بعد أنتهاء حربهم في ليبيا، ليزحفوا بها علي تشاد، ويحرروا الشعب التشادي من نظام ادريس ديبي الدكتاتوري. وقال إنهم خلال وقت قصير سيزحفون بإتجاه انجمينا، وأن إئتلاف القوات التشادية الموجودة في ليبيا وداخل تشاد وسماها ب FACT (جبهة التغيير والوفاق في تشاد) ستنهي الحكم الدكتاتوري وتنشئ ديمقراطية في تشاد.
كان لقائي بالسيد مهادي في يوم 20 ابريل 2017 وتأتي المصادفة أنه في يوم 20 أبريل من عام 2021 بعد أربع سنوات تحديداً، ان تقوم القوات المتمردة في شمال تشاد ومن ضمنها قوات مهادي (الزاحفة من الاراضي الليبية وبالسلاح الليبي) بقتل الرئيس التشادي، إدريس ديبي، الذي حكم البلاد لثلاثين عاماً.
مرفقة الصورة التي إلتقطها للسيد مهادي، والتي إستخدمتها الصحيفة الفرنسية في مقالها، بالإضافة لصور مقاتلين من جبهة التغيير والوفاق في تشاد FACT”.