عن ليبيا.. “لا تخذلها”.. لأنها تُعوّل عليك
218TV| خاص
قد تكون تجربة الانتخابات في العام 2014، هي التي أفرزت انقساما سياسيا في كل مدن ومناطق ليبيا، وقد تكون أيضا، هذه التجربة القاسية، السبب الأبرز لعزوف البعض في ليبيا عن المشاركة في انتخابات 2018، والخوف من تكرار ما حدث بالضبط.. وهذا خوف مشروع إن كانت ليبيا هي الهدف والأساس النابع من المسؤولية الكاملة، أن ليبيا يجب أن تكون كما يُحبها أهلها، لا كما يُحبها أصحاب المصالح الضيقة. وهُنا بيت القصيد:
أن تُشارك في الانتخابات القادمة، يعني أنك ساهمت وأعطيت صوتك بإرادتك الحرة لمن تراه يستطيع أن يكون خادما لليبيا لا حاكما على أهلها، أن تشارك في الانتخابات، وتُشجّع من حولك ومن تعرفهم، بأنهم يجب أن يشاركوا، يعني أنك دخلت الحرب “فعليا” على الفوضي والجماعات المسلحة، وأنهيت كوابيس الأطفال في ساعة متأخرة من الليل، ان تمنح صوتك لمن تراه مناسبا، يعني أن الرصاص والـ14 ونص، قد انهزموا أمام صوتك، وصوت كل الليبيين الذين يطمحون إلى أن تكون بلدهم بلد السلم والأمان.. وبلد يحترم الفائز والخاسر بطُرق حضارية وإنسانية.
وهذه هي حربك الحقيقية، التي يجب أن يكون سلاحها صوتك فقط، لأنها ستمنح لك تقرير المصير لمستقبل بلدك الذي ستكون نُقطة بدايته لحظة مشاركتك في الانتخابات القادمة.. و إن تراجعت خطوة للوراء، وقرّرت العزوف عن المشاركة، ومقاطعتها بشكل نهائي، كعقاب لمن أعطيتهم صوتك في انتخابات سابقة وخذلوك، ستزيد من حجم خساراتك للضعف، لأنك أفسحت المجال لمن يُريد أن يرى ليبيا، بلد الجهل والخطاب المتعصب وقبلها، بلد الإرهاب.. ولذا عليك أن تُراجع كل حساباتك، لأنك لستَ مُجرّد صوت يدخل صناديق الاقتراع، ومن ثم تعود لبيتك..وتنتظر النتائج. بل أكبر من هذا كله، أن تُشارك في هذا الحراك السلمي، يعني أنك انتصرت لنفسك قبل كل شيء، صوتك يجب أن يسبق الرصاص، ويهزمه. لذا لا تخذل بلدك، لا تخذل وطنك ليبيا..التي تنتظرك وتُعوّل عليك.