عن “جثث الهيرة”.. ليس لك إلا “الصمت”!
لا تعليق حتى الآن عن حقيقة العثور على 28 جثة في منطقة الهيرة، جنوب العاصمة طرابلس، من قبل المجلس الرئاسي، حول حقيقتها من عدمها، ولكن في مقابل هذا، أصدرت الحكومة المؤقتة بيانا استنكرت فيه الحادثة واستغربت في بيانها “صمت المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة وغضه البصر عن هذه الجريمة المحرمة دوليا”.
وهذا من ناحية الحكومة المؤقتة فقط، التي تعتبر الجهة الرسمية الوحيدة في ليبيا من تناولت الحادثة، في بيان لها.
أما عن المجلس الرئاسي، الذي تابع موقع 218، صفحته الرسمية على “الفيسبوك” والتي تعتبر المصدر الوحيد لأخبار المجلس اليومية، فإنه لم ينشر أي بيانات، وكانت آخرها في التاسع من نوفمبر، والذي كان “حول الأحداث الأخيرة بمنطقة سهل الجفارة” والذي تبنّى فيه رسميا أن القوات التي دخلت ورشفانة تابعة له، وهو البيان ذاته الذي أثار جدلا، في موعد نشره، لكون المجلس الرئاسي لم يتبنّ القوة العسكرية التي أعلنت الدخول إلى منطقة ورشفانة في بدايتها.
وهو الأمر الذي طرح تساؤلا، عن المكان الذي اكتشف فيه 28 جثة، وإن كانت مجرد “أكاذيب”.. لماذا لم ينفها المجلس الرئاسي؟، لكون الواقعة تحكي عن جريمة وقعت في نطاقها الإداري، وهذا من الجانب الرسمي، لا الحقوقي المتمثل في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التي أصدرت بيانا استنكرت فيه الحادثة، وأوضحت فيه أن المعلومات الأولية تفيد بتصفية عدد من العسكريين من ورشفانة والتنكيل بجثثهم، وجدوا ضمن القتلى بعد أسرهم على يد قوات الغرفة المشتركة، وذلك بسبب النزاع الأخير بمنطقة ورشفانة.
من جهته، أدان تحالف القوى الوطنية، حادثة العثور على الجثث بمنطقة الهيرة، وقال في بيان إنها “عمل مروّع بكل المقاييس، لا ينبغي السكوت عنه، ولا يُمكن تبريره مطلقاً، وعلى الجهات المسؤولة متمثلة في المجلس الرئاسي، البدء في التحقيق الفوري لكشف ملابسات هذه الجريمة”.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل امتدت إلى وكالة (رويترز) التي تناولت الحادثة، في نشرتها يوم أمس الأحد، وأوردت: “قالت جماعة حقوقية محلية إن مقيمين عثروا على 28 جثة عليها علامات أعيرة نارية وتعذيب في منطقة إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس أمس السبت”.
وعن الهلال الأحمر الذي يعدّ الجهة الأكثر عملا في ليبيا في المجال التطوعي وإسعاف الجرحى، طيلة هذه السنوات في ليبيا، فيبدوا أنه ما يزال يبحث عن حقيقة الحدث المثير للاستغراب، والصمت، إزائه، حيث تكشف بعض المصادر الخاصة لموقع 218، أن هناك أطرافا تعمل على إنهاء ملف “حادثة الهيرة” ولا ترغب في أن يُفتح بشكل كبير، لأجل “مجهول” يُحاول أن يكون ما حدث بين الخيال والواقع، لا بين البيانات و القتل خارج القانون، كما حدث في درنة والأبيار، وأخيرا في الهيرة.