عملية سرية لعرقلة الإرهابيين تعطلها “مجموعة مسلحة” في ليبيا
نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية مقالا حول قيام مجموعة ليبية مسلحة مدعومة من حكومة الوفاق بالإغارة على مركز عمليات بريطاني في طرابلس لمنع تسرّب الإرهابيين مع المهاجرين إلى أوروبا جاء فيه:
قامت المجموعة المسلحة ، ذات التوجهات الدينية، بالإغارة على قاعدة عمليات في طرابلس تتبع للمنظمة البريطانية المضادة للجريمة NCA والتي كانت مهمتها منع تهريب الإرهابيين ضمن المهاجرين إلى أوروبا، وقد مثّلت غارة المجموعة ضربة مدمرة وقالت إن غالبية القوة التي تتشكل منها المجموعة المسلحة، هم الآن قوام حرس السواحل الليبي، وأنهم في الواقع يعملون مع المهربين للحصول على جزء من الغنيمة. وأن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لا سلطة له للوقوف ضد المجموعة المسلحة وهي واحدة من أقوى الجماعات المسلحة التي تسيطر على طرابلس.
وكان ضباط مخابرات تابعون لمنظمة مكافحة الجريمة قد قاموا بعشرات الزيارات الاستطلاعية إلى مجمع الميناء خلال شهور عديدة، وعملوا بالتنسيق مع الشرطة المحلية لاكتشاف الإرهابيين المسجلين لديهم في قوائم المراقبة وفي مراكز الاحتجاز والتنصّت على مكالمات الإرهابيين الهاتفية.
وكانت المنظمة تخطط للقيام بعملية على مستوى واسع في نهاية هذا العام لاستخدام أحدث ما أنتجته التكنولوجيا في مجالات الاستطلاع والتعقب.
وقدمت المنظمة طلبا إلى وزارة الداخلية الليبية لإعطائها الضوء الأخضر لبدء عملياتها لمكافحة الإرهاب بشكل فعال وكامل.
وأصبحت مهمة منظمة مكافحة الجريمة أكثر إلحاحا بعد تفجير مانشستر الذي نفذه سلمان العبيدي وقتل 22 شخصا، ويُعتقد أن العبيدي الليبي الأصل قد تلقى تدريبا إرهابيا في ليبيا.
كما تخشى القوى الأمنية من أن إرهابيين قد يجدون طريقهم إلى أوروبا مختفين في وسط المهاجرين. يركبون قوارب إلى إيطاليا ومنها يستطيعون السفر إلى أي مكان في القارة، وخلال هذا العام عبر إلى أوروبا أكثر من 100.000 مهاجر.
ورغم أن كثيرين سيطلبون اللجوء كمهاجرين من الحرب ومن خروقات لحقوقهم كبشر، إلا أن العدد الأكبر من المهاجرين هو لأسباب اقتصادية كما تقول تقارير الأمم المتحدة.
ومعروف أن اثنين من الإرهابيين الذين شاركوا في هجمات باريس الإرهابية عام 2015 التي قتل فيها 130 شخصا. قد تسربوا إلى أوروبا مختفين بين سيل المهاجرين من سوريا هربا من الحرب.
وقال بعض أفراد حرس السواحل الليبي الذين أغضبهم ضياع الفرصة للعمل بصورة وثيقة مع البريطانيين، إن الفريق البريطاني جاء إلى طرابلس بعد تفجير مانشستر وأنه كان يمكن منع هذه الجريمة لو أن العمليات المشتركة كانت قائمة وتعمل بصورة صحيحة منذ مدة.
وكان مسلحو المجموعة المسلحة قد اقتحموا الميناء في 19 يوليو وجاؤوا في سيارات مسلحة كما هددوا العاملين في المركز وهم يصيحون: “اخرجوا! اخرجوا! نحن نسيطر الآن على هذا المكان” ونتج عن ذلك إجبار أكثر من 70 شرطيا على ترك المكان على الفور، ومنعوا من أخذ متعلقاتهم ومعداتهم وحتى ملفاتهم.
وقال أحد ضباط الشرطة، “نعرف هؤلاء الناس وهم يعملون مع مهربي البشر ويقتسمون معهم الإيرادات. يسمون أنفسهم حماة الأخلاق العامة، لكنهم ليسوا أكثر من مجموعة عصابات واستغلاليين”
وتضيف الصحيفة على لسان الضابط: ، “بعض المقتحمين كانوا يرتدون بزات الجيش الرسمية، والمتدينون منهم يرتدون الجلابيب، وقد أخبرنا فائز السراج لكنه قال إنه لا يعرف شيئا عن الأمر وإنه كان خارج البلاد، في الحقيقة هو يرتعب خوفا من هذه المجموعة.
وكان فريق من الشرطة البريطانية قد عمل مع الشرطة الليبية لفحص المهاجرين في مراكز الاحتجاز ومقارنة صورهم بأخرى لديهم على قوائم المطلوبين”
وقد بينت السلطات الإيطالية غضبها من عجز السلطات الليبية عن القيام بشيء لوقف سيل الهجرة من شواطئها، وأن الإيطاليين بدأوا يتصرفون بأنفسهم. وأن السلطات الإيطالية طالبت بوقف خطط الاتحاد الأوروبي لوقف تدريب خفر السواحل الليبي وأرسلوا باخرة حربية إلى السواحل الليبية في الشهر الماضي.
تقول الصحيفة كذلك إن المجموعة المسلحة قد استُدعيت من قبل المجلس الرئاسي للفصل بين المجموعات المتصارعة في طرابلس، وأن فصيلا من الإخوان المسلمين يسيطر الآن على المصرف المركزي عصب الحياة في البلاد.
6 مليار استرليني في العام
يقول ميكائيل بورليه وهو خبير في مجال الإرهاب ومؤرخ، أن نحو 600 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا منذ 2014 فيما أسماه “طريق العذاب” وأن نحو 12000 منهم قد ماتوا في الطريق. ويقدر الإنتربول الأوروبي أن تجارة تهريب البشر تدر نحو 6 مليار جنية استرليني سنويا على المهربين في الشمال الأفريقي.