على أي أساس يا “الفيفا” الـ 60دقيقة؟
218TV.net مقال خاص
إبراهيم الحوتي
بعد أن تقدم مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” مذكرته الغريبة التي كانت بعنوان “اللعب النظيف” والتي تحتوي على تعديل 6 قوانين رئيسية في اللعبة سيتم مناقشة هذه القوانين في شهر مارس المقبل.
لنغوص أكثر في هذه التعديلات، أول تعديل كان في وقت المباريات أن يقلص من 90 دقيقة إلى 60 فقط تخيل معي أن تصبح مباراة كرة القدم ستون دقيقة فاللعبة الشعبية الأولى التي يصل عدد لاعبيها إلى 250 مليون لاعب حول العالم والتي يفوق عدد متابعها ثلث سكان الكرة الأرضية أن تنتهي متعة المنافسة والإثارة فيها بعد 60 دقيقة.
على أي أساس قدم هذا المقترح، وكرة القدم في الآونة الأخيرة في أوج عطائها في جميع مجالتها، فلاعب كرة القدم مجهز الأن أن يلعب 120 دقيقة ليس فقط 90 لو اعتبرنا أن هذا المقترح قدم لمعالجة ذلك أو أنه طرح من أجل زيادة الفرجة والمتابعة “بالطبع لا”، فعشاق الساحرة المستديرة علاقتهم بمعشوقتهم كالماء المالح كلما ازددت منه شربا ازدادوا عطشا لمشاهدة المزيد.
البند الثاني في مقترح الفيفا هو إلغاء الوقت بدل الضائع أي أن الحكم سيوقف ساعة المباراة حال توقف اللقاء لأي سبب مثلما يحدث في كرة السلة .
هذا التعديل له مميزاته وسلبياته من أحد ميزاته ربما سيوقف حالات إضاعت الوقت المتعمدة التي يستعين بها بعض اللاعبين ولكن أعتقد في الآونة الأخيرة أصبح حكم اللقاء يستدرك ذلك.
أما عيوبه التي أرها جوهرية هو أن الوقت الضائع أصبح في كرة القدم له نكهة ومتعة خاصة، فكثير من البطولات حسمت في هذا التوقيت الذي وضعه الفيفا في حالات استبدال اللاعبين أو احتساب وقت خروج اللاعب المصاب من أرضية الميدان أو لأي سبب آخر ويتم تحديده وفقا لتوجيهات الحكم، ناهيك عن أنه من الممكن أن يتسبب إلغاؤه في حاله من الملل في الوقت الحقيقي عند المتابع.
أما التعديلات المتبقية الآخرى التي لا أرى فيها أنها ستحدث شيئا ملفتا أو مغايرا لما هو الحال عليه الأن فلمس اللاعب للكرة أكثر من مرة في الضربات الركنية أو الثابتة بدلا من تمريرها لزميله أو إنه يمكن ضرب الكرة في الضربات الحرة والكرة تتحرك أو إنه في حال إعادة الكرة لحارس المرمى من زميله فيمسكها بيده تحتسب ركلة جزاء بدلًا من ضربة حرة غير مباشرة كل هذه التعديلات بسيطة وليست هي ما يحتاجه عالم كرة القدم الحالي
ما تحتاجه كرة القدم هو تطوير وتفعيل البطولات المجمعة مثل كأس القارات التي نعيش فعاليتها الآن التي تحتوي فقط على ثماني منتخبات مما جعلها لا تحتظي بالاهتمام المطلوب.
كرة القدم هي من استطاعت بإثارتها وتشويقها عند انطلاق صافرة الحكم أن تجعل الشوارع فارغة من روادها فالكل يتجهز إما داخل المدرجات أو عبر شاشات التلفاز لمتابعة ذالك المستطيل الأخضر، لذلك أتمنى أن لا يفسد علينا الفيفا بقراراته هذا الشغف الذي يتحكم بعقول الملايين