عقلية اللاعب الليبي ينقصها “عرق رونالدو”
مهند نجم
في كرة القدم وعلى مر السنوات الماضية تنتشر العديد من الفضائح التي تعصف بمستقبل النجوم بعدما وضعتهم النجاحات في مرحلة معينة على القمة وفتحت الدنيا بخيراتها لهم أبواب النعيم من محبة الجمهور والانتعاش الاقتصادي الذي يوفر لهم في فترة وجيزة مكانة اقتصادية واجتماعية مميزة تختصر عليهم تعب السنين وشقاءها فتتكون كل هذه النجاحات سريعا بفضل الرياضة التي تسيطر على قلوب ملايين البشر؛ هناك من يحترم النجاح ويقدسه ويسعى لتطويره ويصبح صراعه مع نفسه شغله الشاغل والشهود كثر، منهم على سبيل الذكر كريستيانو رونالدو النجم البرتغالي وحتى لا أكرر ما ذكر كثيرا في حقه فإنني سأكتفي بآخر كلمات ترددت على مسامعي من مدربه السابق الماكس أليغري الذي أشرف على تدريبه رفقة يوفنتوس الموسم الماضي قائلا إن سر قوته تكمن في عقليته الاحترافية وقدرته على تحفيز نفسه بنفسه ولأن سيرة رونالدو مليئة بالنجاحات ففي قصة أخرى عندما كان عائدا من بيرغامو ولعب في فترة الظهيرة مباراته مع فريقه يوفي فقام بالتواصل مع زميله السابق المغربي بن عطية بغية الدخول في حصة تدريبية لأنه لم “يعرق”.
قصص النجاح العظيمة هذه التي تتوفر في زمننا هذا بسهولة وأصبحت تتماشى مع صعوبة الرياضة في العصر الحالي فالموهبة لوحدها فقط لا تكفي دون الاهتمام بالجانب البدني أولا وتنمية الجوانب العقلية للتحلي بالتفاصيل الاحترافية وبقية الجوانب الرياضية على رأسها التكتيكية.
عموما قمت بالحديث عن رونالدو وربما من يتابع هذه الكلمات يعلم تفاصيل أكثر عن اللاعب المعجزة وما جعلني أستشهد بمواقفه التي جعلته أسطورة كروية ما قرأته قبل ساعات مضت عن إيقاف مؤقت طال أحد الأسماء الليبية الشابة في بطولة الكونفدرالية بموقف يصنف من المضحكات المبكيات بسبب تناوله مادة محظورة كما نشر، وإن تأكد الخبر فإنه سيعصف بمستقبله في مزاولة رياضته من الأساس فضلا عن التبعات النفسية التي يسببها في هذه اللحظات لنفسه وزملائه وجمهور ناديه الذي ينتظر بلهفة العاشق رؤية معشوقه الذي يحب في موعد غرامي مساء الأحد منتظرا تأهله لنصف نهائي أفريقيا لكتابة التاريخ.
حادثة المادة المحظورة يجب أن لا تمر مرور الكرام فتوقيتها جاء ليؤكد لنا أن اللاعب الليبي يعاني من عقلية مهترئة وعدم إحساس بالمسؤولية ولا يتطلع لمستقبل رياضي أفضل وهنا أتحدث عن فئة لا تشمل الكل فلدينا الهوني في تونس مثلا نموذج متفوق في النجاح وحتى نقترب قليلا من المشكلة فالإدارة الرياضية تتحمل القسط الأكبر في هذه التصرفات الصبيانية، فأين دور الرقابة والتوعية حتى في الاجتماعات الفنية والمحاضرات التي تقام في المعسكرات التدريبية من كل ما حدث.