عقدان على رحيل النيهوم.. وكلماته باقية
تقرير | 218
“العالم ليس مخلوقاً على هواك”، هكذا خاطب الصادق النيهوم الإنسان الليبي والعربي، بكلمات بسيطة مبتعداً عن تعقيد اللغة، لكنها مباشَرة واقعية، فصلت الواقع بهدوء، وحذرت الليبيين من الخطر الذي يهددهم.
اليوم بعد أربعة وعشرين عاماً على رحيل النيهوم، وأكثر من خمسة عقود على رسائله إلى صديقه خليفة الفاخري، لم تَمت كلماته، بل ربما حملت توصيفاً دقيقاً لواقع البلاد التي قال عنها إنها مبنية بالقش على بحيرة من البترول وما أسهل أن تندلع فيها النار.
في سيرة النيهوم الملهمة، رحلة طويلة من شوارع سوق الحشيش في بنغازي، إلى هلسنكي في أقصى الشمال الأوروبي، مروراً بعواصم عربية وأوروبية، دوّنها في كتبه، ولخصها في رؤيته عن الحياة، وأثْرَت الأدب نقاشاته مع أصدقائه في رسائله المحملة بفكره.
الحاج الزروق، امدللة، حديث الشوكات، وثقافة الأزقة، كلها كانت خلاصة حراك ثقافي حمله أحد أعظم رموز حقبة السبعينيات في كتبه.
ذكرى النيهوم تحل، فيما ساسة ليبيا يتصارعون، الصراع الذي يصفه المبعوث الأممي بأنه على الموارد، قاصداً بذلك عائدات النفط، التي حذر النيهوم من أنها ستحرق البلاد، ليبقى تفادي مصير مماثل رهيناً بالاقتناع بدور الإنسان في العالم، ووظيفته، والالتفات للتعلم والعمل والإنجاز.